صلاة التهجد في العشر الأواخر: أفضل الطرق وأدعية مستجابة لتحقيق القرب.

مع اقتراب العشر الأواخر من شهر رمضان، تتسارع قلوب المسلمين نحو إحياء صلاة التهجد، التي تعتبر من أبرز العبادات الموصى بها خلال هذه الليالي المباركة. تُعد الصلاة فرصة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة في الثلث الأخير من الليل، حيث يتنزل الله إلى السماء الدنيا، ويكون الدعاء أقرب للإجابة. تُقام صلاة التهجد بعد العشاء، وتتميز بالإخلاص والخشوع، لتصبح عادة روحانية تضيء ليالي المؤمن.

كيفية أداء صلاة التهجد وأفضل الأوقات لتأديتها

تُؤدى صلاة التهجد على هيئة ركعتين ركعتين، كما ورد في السنة النبوية الشريفة. يتم ختمها بركعة وترية، مع الاستحباب للإطالة في القراءة والخشوع أثناء السجود. بالنسبة لأفضل الأوقات، يُنصح بأدائها في الثلث الأخير من الليل؛ إذ ثبت في حديث قدسي أن الله عز وجل يقول: “هل من داعٍ فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟”. وهذا يجعل من هذا الوقت فرصة عظيمة للتضرع والدعاء من أعماق القلوب.

ينبغي على المسلم أن يختار الوقت المناسب للقيام، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الجسدية والنفسية، ليؤدي الصلاة بتركيز وخشوع كامل.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

قد يختلط الأمر على البعض بشأن الفرق بين التهجد وقيام الليل، ولكنهما يختلفان في عدة جوانب. قيام الليل يشمل أي نوع من الصلاة أو الذكر الذي يتم بعد صلاة العشاء وحتى الفجر. أما التهجد، فإنه يشتمل على شرط أساسي: وهو أن يُؤدى بعد نوم ولو كان خفيفًا. من هنا تأتي قيمة التهجد كعبادة إضافية تُظهر جهد المسلم ورغبته في التقرب إلى الله.

قيام الليل والتهجد يزيدان من تقوى المسلم، لذا فإن إحيائهما في العشر الأواخر يمد المؤمن بالطاقة الروحانية ويعزز إيمانه.

صلاة التهجد ودورها في إدراك ليلة القدر

تعد ليلة القدر، وهي أعظم ليلة في السنة، إحدى الليالي الوترية خلال العشر الأواخر من رمضان. إحياء صلاة التهجد في هذه الليالي المباركة قد يكون سبيلًا لتحصيل فضلها، إذ يقول الله عز وجل: “ليلة القدر خير من ألف شهر”. اجتهد المسلمون في هذه الليالي بالدعاء، ومن الأدعية المستحبة: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”.

التحضير للتهجد يتطلب النية الصادقة والتهيئة النفسية والجسدية، مثل النوم المبكر وتناول وجبة خفيفة، مما يسهم في أداء الصلاة بنشاط وخشوع.

اغتنم هذه الفرصة الروحانية الثمينة لتجديد العهد مع الله، وطلب المغفرة والرحمة، فالعشر الأواخر تحوي من النعم ما لا يعد ولا يحصى، وصلاة التهجد تفتح لك باب التقرب والدعاء المستجاب.