تسلا تواجه تراجعاً كبيراً في أوروبا مع انخفاض مبيعاتها بنسبة 49%

تراجع مبيعات تسلا بنسبة 49% في أوروبا وسط انتقادات لإيلون ماسك

تواجه شركة تسلا الأمريكية، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية، تحديات كبيرة في السوق الأوروبية مع تراجع مبيعاتها بنسبة 49% خلال أول شهرين من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. يأتي هذا الانخفاض رغم النمو الإجمالي لمبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بنسبة 28.4%، ما يضع تسلا أمام معضلة تحتاج إلى حلول عاجلة لتعزيز موقعها في سوق يشهد منافسة شرسة.

انخفاض مبيعات تسلا في أوروبا يثير التساؤلات

سجلت تسلا مبيعات بلغت 19,046 سيارة فقط في أوروبا خلال شهري يناير وفبراير 2025، مقارنة بـ 37,311 سيارة في الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يعكس نسبة انخفاض كبيرة. وفي المقابل، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا بشكل عام لتصل إلى 255,489 سيارة، مشغلةً حصة سوقية بلغت 15.2%.

ويُعزى التراجع الملحوظ في مبيعات تسلا إلى عدة عوامل، أبرزها الانتقادات الموجهة إلى الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، بسبب دعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف. هذا الموقف أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأوروبية، وألقى بظلاله على سمعة الشركة ومنتجاتها.

الانتقادات السياسية تؤثر على وضع تسلا الأوروبي

أشارت تقارير إعلامية، منها وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أن تحركات ماسك السياسية، بما في ذلك دعمه لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحزبه، أصبحت محور انتقاد واسع، ليس فقط في أوروبا ولكن أيضًا في الولايات المتحدة. كما تعرضت سيارات تسلا وموزعوها للاحتجاج في كلتا المنطقتين.

وقد دفعت هذه التطورات شركات عدة للانفصال عن استخدام سيارات تسلا في أساطيلها، وهو ما يشكل واحدة من الإشارات السلبية حول تأثير أنشطة ماسك غير المتعلقة بعمل الشركة على أدائها التجاري. وقد أصبح واضحًا أن سمعة الرئيس التنفيذي للشركة بدأت تلقي بظلالها على قرارات الشراء، لا سيما في الأسواق الأكثر حساسية للسياسة.

مؤشرات السيارات الكهربائية في أوروبا تحمل تناقضات

على الرغم من التحول نحو المركبات الكهربائية في أوروبا، إلا أن السوق شهد اضطرابات أخرى، حيث أفادت رابطة الشركات المصنعة للسيارات الأوروبية بأن عمليات تسجيل السيارات الجديدة انخفضت بنسبة 3.4% في فبراير 2025 مقارنة بالعام السابق، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 3% منذ بداية العام.

هذه التحديات تشير إلى أن سوق السيارات الكهربائية في أوروبا يواجه ضغوطًا مزدوجة من المنافسة السياسية والتجارية، وهو ما قد يدفع الشركات الكبرى مثل تسلا إلى إعادة النظر في استراتيجياتها المستقبلية لتحسين حصتها السوقية وتمكين علامتها التجارية من تجاوز هذه العقبات.