أسهم التكنولوجيا الصينية تواجه خطر «التصحيح» مع اقترابها من مستويات حرجة

تراجع أسهم التكنولوجيا الصينية: تحديات أمام الزخم الاستثماري

تلقت أسهم التكنولوجيا في الصين ضربة قوية، حيث شهدت أكبر تراجع منذ شهر وسط مخاوف من تأثيرات اقتصادية تعيق استمرارية النمو. وجاء التراجع مدفوعاً بعملية بيع أسهم ضخمة نفذتها شركة شاومي بقيمة 5.5 مليارات دولار، ما أثّر على معنويات المستثمرين في سوق تعاني بالفعل من تقلبات وغياب الزخم. وتزامن ذلك مع تحذيرات داخلية من فقاعة محتملة في قطاع مراكز البيانات، الأمر الذي وضع الأسواق الصينية أمام تحديات معقدة.

تأثير طرح أسهم شاومي على التكنولوجيا الصينية

تراجع مؤشر “هانغ سنغ لقطاع التكنولوجيا” بنسبة 3.8% يوم الثلاثاء، مضيفاً خسائر بلغت 9% منذ أعلى مستوى سجله في 18 مارس. وكان لعملية زيادة حجم الطرح الخاصة بشركة شاومي النصيب الأكبر من الضغوط، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 6.6% أثناء التداولات.
وأكد ستيفن ليونغ، المدير التنفيذي في شركة يو أو بي كاي هيان، أن طرح شاومي جاء بمثابة عامل ضغط على السوق نتيجة زيادة المعروض وتقييد السيولة. ويضاف ذلك إلى تداعيات طرح مماثل نفذته شركة بي واي دي بقيمة 5.6 مليارات دولار، وهو ما أدى إلى تراجع الثقة العامة بالسوق.

ويشير المحللون إلى أن الاعتماد على التمويلات الكبرى يعزز المدى الطويل للأعمال، ولكنه في الوقت ذاته يسبب ضغوطات فورية على الأسهم نتيجة انخفاض الأسعار وزيادة البيع.

مخاوف من فقاعة مراكز البيانات وتصريحات “علي بابا”

كما ألقى تحذير جو تساي، رئيس مجلس إدارة “علي بابا غروب هولدينغ”، بظلاله على السوق، مشيراً إلى احتمال نشوء فقاعة في قطاع مراكز البيانات نتيجة التوسع المتسارع الذي يفوق الطلب الحالي.
وأبرزت تصريحات تساي خلال قمة الاستثمار في هونغ كونغ أن هذا التهديد قد يتحول إلى عامل رئيسي يؤثر على معنويات المستثمرين. فيما انخفضت أسهم علي بابا بنسبة 3%، إضافة إلى تراجع أسهم شركات أخرى مثل صني أوبتيكال تكنولوجي بنسبة 11%، نتيجة مخاوف متزايدة من تخمة في الطاقة الإنتاجية.

وأشار خبراء إلى أن القطاع يواجه تحدياً خاصة مع توسع شركات مثل “مايكروسوفت” و”سوفت بنك” وخططها الطموحة لشراء رقائق إنفيديا وإنشاء مراكز بيانات جديدة بمليارات الدولارات.

سباق الذكاء الاصطناعي: بين الاستثمار والتشكيك

على الرغم من الطموحات الكبيرة التي أعلنتها الشركات العالمية بشأن الذكاء الاصطناعي، بدأت تظهر تساؤلات حول جدوى هذا الإنفاق الضخم. فقد أعلنت شركات أمريكية مثل أمازون وألفابت وميتا عن استثمارات هائلة للبنية التحتية، والتي بلغت 100 مليار دولار و75 مليار دولار و65 مليار دولار على التوالي.

لكن الهواجس تتزايد مع مؤشرات تفيد بإلغاء بعض عقود الإيجار لمراكز البيانات، ما يعكس احتمال المبالغة في تقدير الاحتياجات. بينما في الصين، أطلقت شركة “ديب سيك” نموذجاً مفتوح المصدر أثار جدلاً واسعاً حول تكلفة التطوير ومستقبل المنافسة العالمية.

وبينما تسعى “علي بابا” للاستثمار بـ52 مليار دولار في هذا المجال، تلقت إشادات واسعة على منصتها للذكاء الاصطناعي الجديدة. ومع ذلك، يدعو النقاد إلى الحذر مع تزايد حالات بناء المشاريع دون تأمين الطلب المُستدام على خدماتها.

ختاماً، تواجه أسهم التكنولوجيا الصينية تحديات مستمرة، تتعلق بالمعروض الزائد في السوق، ومخاوف بشأن استثمارات الذكاء الاصطناعي. فبين التقلبات الاقتصادية وضغوط الأسواق العالمية، يبقى السؤال الأبرز: هل تستطيع الشركات الكبرى الحفاظ على زخمها وسط هذه الظروف الصعبة؟