الماكينات الجزائرية تحقق فوزًا عريضًا وتظهر أدوارًا مميزة بقيادة بيتكوفيتش

شهد ملعب المجاهد الراحل “حسين آيت أحمد” بمدينة تيزي وزو مباراة استثنائية جمعت المنتخب الجزائري بنظيره الموزمبيقي، في مواجهة مثيرة انتهت بفوز كاسح لصالح “الخضر” بنتيجة 5-1. هذه المباراة، التي جاءت في إطار لقاء رسمي، أبرزت المستوى التكتيكي العالي للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش، الذي استطاع توظيف إمكانيات لاعبيه رغم الغيابات المؤثرة وتقديم أداء هجومي ملفت.

المنتخب الجزائري يتفوق تكتيكياً أمام موزمبيق

منذ انطلاق المباراة، سيطر المنتخب الجزائري بأسلوب لعب مميز اعتمد فيه بيتكوفيتش على خطة 4-3-3. وبسبب الإصابات التي طالت عدة لاعبين أساسيين مثل يوسف عطال ومحمد فارسي، وقع الاختيار على جوان حجام اليساري لشغل مركز الظهير الأيمن. هذا التبديل النوعي رافقه جهد إضافي من وسط الميدان، حيث لعب بوداوي وقندوسي أدواراً محورية لتحقيق التوازن بين خطي الدفاع والهجوم.

الضغوط العالية التي مارستها الجزائر أثمرت عن تسجيل هدف مبكر في الدقيقة الثامنة، عندما خطف محمد عمورة الكرة ونسق مع رياض محرز الذي صنع هدفاً جاهزاً. المنتخب واصل الضغط ليسجل هدفين إضافيين خلال أول نصف ساعة، وسط محاولات متواضعة من الموزمبيقيين لإيقاف الزحف الجزائري.

أدوار جديدة للاعبين وتألق خط الوسط

في الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري سيطرته المطلقة. شهدت المباراة تحولات تكتيكية مهمة، حيث تكفّل قندوسي وبوداوي بتوزيع المهام بين الأدوار الدفاعية والهجومية. دخول ريان آيت نوري إلى وسط الميدان خلق عمقاً إضافياً، وساهم في تحرير الجناحين وقدرات محرز الإبداعية في خلق الفرص.

هذا التكتيك منح محمد عمورة مساحة كافية لتحقيق “الهاتريك” الأول في مسيرته الدولية، حيث استغل المساحات التي خلفها الدفاع الموزمبيقي المتقدم، خاصة مع لعب محرز دور المفتاح الهجومي للمنتخب بتمريرات متقنة.

بيتكوفيتش يعيد تعريف التكتيك والانتصار الجزائري

التبديلات التي أجراها بيتكوفيتش في الدقائق الأخيرة عززت التفوق الجزائري، بعدما أشرك عناصر شابة أعطت دفعة إضافية، ولكن دون تغيير النتيجة النهائية. المباراة أظهرت بوضوح قدرة المنتخب الجزائري على تنويع خططه الهجومية، من خلال الضغط العالي، التمريرات الطويلة، واستغلال الكرات العرضية.

هذا الانتصار الكبير يعزز ثقة الجمهور الجزائري في “الخضر”، خصوصاً مع استعراض مواهب صاعدة مثل عمورة وآيت نوري. ومن المتوقع أن يشهد المنتخب الجزائري المزيد من التطور تحت قيادة بيتكوفيتش، الذي أثبت أنه قادر على إيجاد الحلول حتى في ظل الغيابات المؤثرة.

في الختام، يبقى الانتصار على موزمبيق بنتيجة 5-1 شهادة واضحة على القوة المتجددة للمنتخب الجزائري، الذي يواصل التحليق في سماء الكرة الإفريقية.