خبير آثار يوضح حقيقة أعمدة خفرع المخفية تحت الهرم في تصريحات خاصة

انتشرت مؤخرًا مزاعم حول اكتشاف “أعمدة عمودية” أسفل هرم خفرع باستخدام تقنيات رادار متطورة من قبل فريق بحثي إيطالي- أسكتلندي. وفقًا لهذه الادعاءات، يصل عمق هذه الأعمدة إلى 648 مترًا وتتخللها هياكل مكعبة بأبعاد متساوية. وبالرغم من تسليط الضوء على هذه النظرية المثيرة، فقد واجهت جدلًا واسعًا بين علماء الآثار، خاصة في ظل غياب أي أدلة علمية تؤكد هذه المزاعم، حيث تم رفضها جملةً وتفصيلًا من خبراء متخصصين في مجال الآثار المصرية.

حقيقة وجود أعمدة تحت هرم خفرع

في تعليق رسمي، نفى الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، صحة هذه الادعاءات مؤكدًا أن تلك الشائعات تفتقر لأي أساس علمي. وأشار إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يقدم أي تصاريح لأعمال استكشاف باستخدام تقنيات الرادار داخل هرم خفرع. وأضاف أن الأهرامات كانت ولا تزال تمثل مقابر ملكية ترتبط بمعتقدات الحضارة المصرية القديمة، وأن التشكيك في هذا الهدف يمثل جهلًا عميقًا بفلسفة بناء الأهرامات.

من جهة أخرى، أوضحت الدكتورة رنا التونسي، منسقة البحوث في حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، ضعف الأدلة التي يستند إليها أصحاب نظرية وجود أعمدة تولد الطاقة. وأكدت أن التفسيرات غير العلمية للنقوش القديمة، مثل فهم النصوص حرفيًا دون اعتبار السياقات التاريخية، أسهمت في انتشار هذه الادعاءات.

أهرامات مصر والحقيقة العلمية المؤكدة

أشارت الدراسات الحديثة إلى أن أهرامات مصر بنيت وفق أسس علمية دقيقة تعتمد على التضاريس الطبيعية للهضاب الصخرية. وأكدت أبحاث جيولوجية حديثة باستخدام تقنيات مثل رادار الاختراق الأرضي (GPR) التصوير المقطعي بالموجات الزلزالية، وعدم ظهور أي فراغات أو أعمدة أسفل هرم خفرع أو أي من الأهرامات الأخرى.

كما أثبت مشروع “التصوير بالميونات”، الذي انطلق عام 2015 لاستكشاف هياكل الأهرامات الداخلية، عدم وجود أدلة تدعم المزاعم المتعلقة بأعمدة تحت الأرض.

مخاطر النظريات الخيالية وتأثيرها على الحقائق العلمية

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن النظريات التي تدّعي وجود استخدامات تكنولوجية للأهرامات مصدرها أشخاص غير متخصصين. وأضاف أن غياب النقوش أو المومياوات في بعض الأهرامات لا يعني أنها لم تكن مخصصة للدفن؛ إذ تعود الأسباب غالبًا إلى سرقات المقابر أو تأثير الزمن.

وقد فتحت الحملة باب التساؤل أمام أصحاب هذه النظريات، مطالبة إياهم بتقديم تفسير منطقي لدور المعابد الجنائزية وأهرامات الملكات في هذه “الآلة العملاقة” المزعومة. وفي ضوء هذه التساؤلات، يتضح ضعف حججهم مقارنة بالحقائق العلمية المؤكدة.

في النهاية، يبقى هرم خفرع وبقية أهرامات مصر رمزًا خالدًا للحضارة المصرية وعبقريتها الهندسية التي تبهر العالم، بعيدًا عن الخرافات والنظريات غير المدعومة بالأدلة العلمية.