الصلح خير.. مرتضى منصور والخطيب يطويان صفحة الأزمات والقضايا الطويلة

بعد سنوات طويلة من الصراعات القضائية والتوترات الحادة، أنهى مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، خلافه مع محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، بتقديم اعتذار رسمي. وأعلن النادي الأهلي قبول الاعتذار، في خطوة اعتبرها البعض بداية لطي صفحة مضطربة في تاريخ العلاقات بين القطبين، وسط تفاعل جماهيري كبير بشأن هذا التطور المفاجئ.

خلافات مرتضى منصور والخطيب: البداية والتصعيد

بدأت الأزمة بين مرتضى منصور ومحمود الخطيب قبل سنوات، عندما عاد مرتضى منصور لرئاسة نادي الزمالك عام 2014 واستمر في إطلاق التصريحات الهجومية على النادي الأهلي وإدارته. ومع تولي محمود الخطيب رئاسة النادي الأهلي عام 2017، تصاعدت حدة الخلافات بين الجانبين، حيث طالت الاتهامات مجلس إدارة النادي الأحمر بعدة مزاعم.

وأبرز هذه المواقف كان دعوى قضائية رفعها محمود الخطيب ضد مرتضى منصور بعد اتهامات وجهها الأخير لرئيس الأهلي. وفي واحدة من التصريحات الجدلية، ادعى منصور أن محمود الخطيب وأعضاء مجلسه جلسوا مع أحمد الشناوي، حارس الزمالك السابق، قبل إحدى مباريات القمة، مما أثار زوبعة إضافية في العلاقة بين الناديين.

ملفات كروية ساخنة: صفقات عبدالله السعيد وكهربا

شهدت الخلافات بين مرتضى منصور والخطيب ذروتها فيما يتعلق بالصفقات الكروية، حيث لعب ملف التعاقدات دورًا بارزًا في زيادة التوتر. في عام 2018، تمحور الصراع حول اللاعب عبد الله السعيد، عندما أعلن مرتضى منصور نجاحه في ضمه لنادي الزمالك. من جانبه، تدخل الخطيب بالتعاون مع تركي آل الشيخ لتدارك الموقف بإعادة السعيد للنادي الأهلي ومن ثم احترافه في الخارج.

ملف محمود عبد المنعم “كهربا” أضاف وقودًا إلى الصراع، عندما اتهم مرتضى منصور الأهلي بالتسبب في هروب اللاعب خارج الزمالك بطريقة غير قانونية، وهو ما أكده لاحقًا حكم محكمة التحكيم الرياضي (CAS) بتغريم كهربا ماليًا، مما أثار المزيد من الجدل.

أزمات السوبر المصري ونادي القرن

أحد أبرز محطات النزاع بين الخطيب ومرتضى كانت قضية “نادي القرن”، التي أثارها الأخير باتهامه للنادي الأهلي بالحصول على اللقب بأساليب مشبوهة وفق قوله. كما شهد عام 2020 تفجّر الخلاف بسبب مباراة السوبر المصري التي أقيمت في الإمارات، حيث أعقبها انسحاب الزمالك من قمة الدوري المصري احتجاجًا على قرارات الاتحاد المحلي التي اعتبرها مرتضى منحازة لصالح الأهلي.

وأخيرًا، جاءت القضايا القضائية لتحسم المشهد، حيث صدر حكم بحبس مرتضى منصور لمدة شهر في عام 2023 على خلفية اتهامات بالسب والقذف ضد محمود الخطيب، لكن يبدو أن الأزمة بلغت نهايتها مع الاعتذار الرسمي الذي قد يفتح بابًا جديدًا للعلاقات بين الطرفين.