الأمم المتحدة تُحذر: تناقص الإمدادات في غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي

في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة نتيجة التصعيد الإسرائيلي المستمر، تحذر الأمم المتحدة من أزمة تُهدد أرواح مئات الآلاف من المدنيين. حيث أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى تناقص الإمدادات الأساسية التي يُقدر نفادها في غضون أيام معدودة إذا لم يُسمح بدخول شحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع. يأتي ذلك مع تصعيد الهجمات التي تضاعف معاناة السكان، وتواجه التدخلات الإنسانية عوائق كبيرة نتيجة القيود المفروضة.

الأمم المتحدة تحذر من تدهور الوضع الإنساني في غزة

في تقرير حديث، أكدت الأمم المتحدة تدهور الأوضاع المعيشية في قطاع غزة بسبب انقطاع الإمدادات الأساسية وتعذر دخول المساعدات الإنسانية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن المخزون الحالي من السلع الأساسية قد ينفد خلال أيام قليلة، ما يهدد حياة المدنيين خاصة في ظل زيادة أعداد النازحين الذين يعيشون أوضاعًا كارثية.
وفي هذا السياق، أوضح “ستيفان دوجاريك”، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن أوامر الإخلاء الصادرة مؤخرًا تشمل حوالي 120 ألف شخص يعيشون في مواقع النزوح، إضافةً إلى مناطق تحظر إسرائيل الوصول إليها، والتي تُقدر مساحتها بحوالي 15% من قطاع غزة.

الأزمة الصحية تتفاقم مع استهداف المستشفيات

تزايدت التحذيرات الأممية بشأن الأوضاع الصحية، لاسيما بعد الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الطبية، بما في ذلك مستشفى ناصر الذي تعرض لهجوم أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين. وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس جيبريسيوس، عن قلقه إزاء تدمير المرافق الصحية، مشددًا على أهمية حمايتها من أي استهداف عسكري.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه المؤسسات الصحية صعوبات كبيرة في توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، نتيجة تقليص التنسيق الإنساني مع السلطات الإسرائيلية. وأوضح “دوجاريك” أن 5 من أصل 7 محاولات لتنسيق إدخال المساعدات رُفضت، ما يعيق بشكل مباشر قدرة العاملين الإنسانيين على أداء مهامهم الحيوية.

النظام التعليمي في غزة يدفع الثمن

لم تسلم المنظومة التعليمية في غزة من آثار التصعيد الإسرائيلي، حيث أُغلقت أكثر من 220 مساحة تعليمية مؤقتة، ما حرم 60 ألف طفل من فرص التعليم. وأعلنت السلطات المحلية أن المدارس ستظل مغلقة على الأقل حتى نهاية شهر رمضان، في ظل استمرار التوترات الأمنية.
تأتي هذه التطورات بينما تُبقي الأمم المتحدة على تأكيدها ضرورة تمكين المدنيين من الوصول إلى المساعدات، مع الإشارة إلى التزامها بدعم السكان المتضررين رغم التحديات الميدانية.

الواقع الإنساني في قطاع غزة يتطلب استجابة دولية عاجلة قبل أن تتفاقم الأوضاع بصورة أكبر، خاصةً مع استمرار التصعيد والقيود التي تعيق التدخلات الإنسانية.