إقالة المدرب.. تفاصيل النقاشات بينه وبين الاتحاد العراقي تكشف الأسباب

في تطور جديد أثار الجدل داخل الأوساط الرياضية العراقية، اقترب الإسباني خيسوس كاساس من الرحيل عن منصب المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم “أسود الرافدين”. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من النتائج السلبية، كان أبرزها الخسارة أمام المنتخب الفلسطيني بنتيجة 2-1 في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، وهي الهزيمة التي زادت من حدة الانتقادات الجماهيرية المطالبة بالتغيير الجذري، لا سيما وسط أجواء من الإحباط والبحث عن حلول لإعادة المنتخب إلى مساره الصحيح.

خيسوس كاساس يبرر الخسائر ويواجه الانتقادات

عقب الهزيمة أمام المنتخب الفلسطيني، عقد المدرب الإسباني خيسوس كاساس اجتماعًا مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث قدّم اعتذاره عن النتائج المخيبة للأمال وأوضح خلالها الأسباب وراء الأداء غير المقنع. وكشفت مصادر خاصة أن المدرب أرجع السقوط إلى عوامل متعددة، بدءًا من ضعف التحضير المسبق وصولًا إلى قلة الانسجام داخل صفوف اللاعبين.

ورغم أن كاساس حاول شرح موقفه، فإن شعوره بتصاعد الغضب الجماهيري جعل موقفه ضعيفًا أمام الاتحاد. ووفقًا للمصادر ذاتها، رفض كاساس العودة إلى بغداد في ظل الغضب الشعبي، ما دفعه للقبول المبدئي بقرار إقالته دون أي اعتراض، في محاولة لتجنب مزيد من التوترات.

اتفاق ودي لإنهاء عقد خيسوس كاساس

في ظل تصاعد الضغوط الجماهيرية، يبدو أن الاتحاد العراقي والمدرب الإسباني توصلا إلى اتفاق بالتراضي لإنهاء العلاقة التعاقدية التي استمرت لأكثر من عامين. وأكدت التقارير أن خيسوس كاساس وافق على التخلي عن منصبه دون المطالبة بتعويضات مالية كبيرة، ما سهل على الاتحاد إتمام هذه الخطوة دون تحمل تكاليف إضافية.

ويأتي هذا القرار في وقت يطالب فيه المشجعون العراقيون بإجراء تغييرات شاملة على مستوى المنتخب والاتحاد، بعد الفشل في تحقيق نتائج مرضية في التصفيات الحالية.

مستقبل أسود الرافدين بعد الإقالة

مع تجمد رصيد العراق عند 12 نقطة في المركز الثالث ضمن المجموعة الثانية، باتت حظوظ المنتخب ضعيفة في المنافسة على مقاعد التأهل لكأس العالم 2026. ويضع هذا الأمر الاتحاد العراقي تحت ضغط كبير لإعادة النظر في هيكلة المنتخب وتجهيز خطة عاجلة لتحسين النتائج.

وفي هذا السياق، ستتركز الأنظار على الخطوة القادمة بعد رحيل خيسوس كاساس، حيث يتوقع الجمهور العراقي تعيين مدير فني جديد يتمتع بخبرة كافية لقيادة المنتخب في هذه المرحلة الحرجة، إضافة إلى تحسين بيئة العمل داخل المنظومة الكروية.

من الواضح أن أزمة المنتخب العراقي ليست مجرد نتيجة للفشل الفني فقط، بل تمتد إلى جوانب إدارية تحتاج إلى إصلاحات جذرية، وهو ما أكدته الأصوات المطالبة بتغيير شامل في الهيكل الرياضي لضمان عودة أسود الرافدين إلى الساحة الدولية بقوة.