زكاة الفطر نقداً: مجلس الإمارات للإفتاء يؤكد جواز إخراجها بهذه الطريقة

مع اقتراب عيد الفطر المبارك للعام 1446هـ، أعلن مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي جواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وقدّر قيمتها بـ25 درهماً إماراتياً عن الفرد الواحد. ويأتي هذا القرار انطلاقاً من دوره في توضيح الأحكام الشرعية ومراعاة تطورات الزمن لتلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين بشكل أكثر كفاءة وملاءمة في ظل الظروف المعاصرة.

تفصيل مقدار زكاة الفطر وأهم أحكامها الشرعية

أكد مجلس الإمارات للإفتاء أن زكاة الفطر فريضة على كل مسلم، صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، مستنداً إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي نص على فرضها صاعاً من الطعام. وقد أوضح المجلس أن مقدار زكاة الفطر يعادل 2.5 كيلو جرام من الأرز، مع إمكانية إخراجها على شكل طعام أو بالنقد بقيمة 25 درهماً للفرد.

وأشار البيان إلى أن إخراج القيمة النقدية ينسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى إغناء الفقراء يوم العيد، حيث يمكنهم تلبية احتياجاتهم الفورية والضرورية بمرونة أكبر مقارنة بالإخراج العيني.

  • زكاة الفطر مفروضة على من يملك قوت يومه.
  • يجب إخراجها قبل صلاة عيد الفطر لتصل إلى المستحقين في وقتها المحدد شرعاً.
  • تقدر قيمتها لعام 1446هـ بـ 25 درهماً إماراتياً للشخص الواحد.

إجماع العلماء حول إخراج زكاة الفطر نقداً

رغم اختلاف الفقهاء في إمكانية إخراج زكاة الفطر نقداً، أوضح مجلس الإفتاء أن الأمر فيه توسعة للمسلمين، مشيراً إلى أدلة قوية تدعم هذا الرأي، منها ما نقله عن الإمام أبو حنيفة وقول أبي جعفر الطحاوي حول تفضيل إخراج القيمة لتلبية احتياجات الفقراء. كما أورد المجلس شواهد من التابعين الذين أجازوا الدفع بالنقود لتوفير المرونة للفقراء.

وأكد المجلس أن قبول تعدد وجهات النظر الفقهية يساهم في تخفيف مشقة المسلمين خاصة في ظل تباين احتياجات العصر الحديث. ومن هنا، فإن الإفتاء بجواز الدفع نقداً لم يكن إلا سعياً وراء تحقيق منفعة أكبر.

تعجيل إيصال زكاة الفطر وضمان وصولها للمستحقين

شدد مجلس الإمارات للإفتاء على ضرورة الإسراع في إخراج زكاة الفطر من خلال الهيئات والمؤسسات الخيرية، لضمان وصولها إلى المستفيدين في الوقت المناسب قبل حلول عيد الفطر. وأوصى المجلس الجمعيات الخيرية بتجنب تكدس الزكاة لديها والعمل على توزيعها بشكل فوري وفعال.

فيما دعا جميع المسلمين إلى الحرص على إيصال الزكاة إلى المستحقين مباشرة أو عبر وكلاء موثوقين، أو من خلال المؤسسات المختصة مثل هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف وصندوق الزكاة. يهدف هذا الإجراء إلى تحقيق أحد مقاصد زكاة الفطر المتمثلة في إعانة المحتاجين وتوفير احتياجاتهم الأساسية لتمكينهم من قضاء العيد بكرامة.

تُعد زكاة الفطر فرصة سانحة لترسيخ قيم التكافل الاجتماعي وإظهار روح التضامن الإنساني في المجتمع، مما يعزز فرحة العيد للجميع ويرسم البسمة على وجوه المحتاجين.