أسعار النفط ترتفع بسبب مخاوف متزايدة من انخفاض الإمدادات العالمية.

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث أثارت مخاوف تراجع الإمدادات قلق الأسواق عقب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط من فنزويلا. يأتي هذا في وقت تشير فيه التقارير إلى انخفاض كبير في مخزونات الخام الأمريكية، ما عزز من تفاؤل المستثمرين حيال الطلب العالمي على الطاقة وسط توترات جيوسياسية متصاعدة.

ارتفاع أسعار النفط في ظل تهديدات رسوم جمركية على فنزويلا

واصلت أسعار النفط الصعود للجلسة الثانية على التوالي، معززة بتوجهات جديدة من الإدارة الأمريكية. فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 15 سنتاً، أي بنسبة 0.21%، لتصل إلى 73.17 دولاراً للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 16 سنتاً، بنسبة 0.23%، لتبلغ 69.16 دولاراً للبرميل.
تعود هذه الزيادة إلى توقيع الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً يقضي بفرض رسوم جمركية على الدول التي تستورد النفط من فنزويلا، في خطوة تهدف لتعزيز الضغوط الاقتصادية على النظام الفنزويلي. وتُعد الصين، كأكبر مشترٍ للنفط الفنزويلي، أحد أكثر المتأثرين بهذا القرار، خاصة في ظل الرسوم الجمركية القائمة بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.

انخفاض مخزونات النفط الأمريكية يدعم الأسعار

أظهرت بيانات أولية صادرة عن معهد البترول الأمريكي، انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمقدار 4.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 21 مارس، متجاوزة التوقعات التي توقفت عند مليون برميل فقط. هذا التراجع في المخزونات يعكس استمرارية الطلب القوي في واحدة من أكبر الأسواق عالمياً، وهو ما يدعم بطبيعة الحال استقرار الأسعار عند مستويات مرتفعة.
الجمهور والمستثمرون في انتظار البيانات الرسمية لوزارة الطاقة الأمريكية، والتي من المتوقع أن تعزز الرؤية حول حجم الطلب واستهلاك الطاقة الفعلي في البلاد.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سوق النفط

على الجانب الآخر، تبقى التوترات الجيوسياسية أحد المحركات الرئيسية لأسعار النفط العالمية. أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً التوصل إلى اتفاقيات تسهم في تهدئة النزاع بين أوكرانيا وروسيا وتشمل وقف الهجمات على منشآت الطاقة. هذا الاتفاق قد يُسهم في تهدئة الأسواق قليلاً، لكنه يظل مشروطاً بمدى التزام الأطراف المختلفة بتنفيذ مخرجاته.
من جانب آخر، تواجه فنزويلا أزمة إضافية بعد تمديد الموعد النهائي لشركة “شيفرون” الأمريكية لإنهاء عملياتها هناك حتى 27 مايو. ويُرجح محللون أن إنهاء عمليات الشركة قد يؤدي لانخفاض الإنتاج الفنزويلي بمقدار 200 ألف برميل يومياً.

ختاماً، يبدو أن سوق النفط سيظل تحت ضغوط متقلبة بين قوة الطلب، انخفاض المخزونات، والتوترات الجيوسياسية، ما يمنح المستثمرين أسباباً متعددة لمراقبة تطورات الأسواق عن كثب.