الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على طولكرم ومخيمها لليوم التاسع والخمسين على التوالي

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها العسكري على مدينة طولكرم ومخيماتها شمال الضفة الغربية، في تطور يشهده المشهد الفلسطيني منذ ما يقارب الشهرين. العدوان الذي استهدف مخيمي طولكرم ونور شمس بشكل خاص، أدى إلى نزوح أكثر من 4000 عائلة، مخلفًا دمارًا واسعًا على مستوى البنية التحتية، وعددًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال.

تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم يواصل تدمير البنية التحتية

تعيش مدينة طولكرم ومخيماتها حالة من الحصار الخانق منذ 59 يومًا، حيث أرسلت سلطات الاحتلال تعزيزات مكثفة شملت آليات وجرافات، ما تسبب في تهجير قسري للعائلات الفلسطينية من أحيائها. وفقًا لمصادر محلية، دمرت قوات الاحتلال 396 منزلًا بشكل كامل، إلى جانب تضرر أكثر من 2500 منزل جزئيًا، كما أغلقت مداخل المخيمات وأزقتها بالسواتر الترابية، مما يعمق أزمة السكان ويزيد من معاناتهم اليومية.

الإجراءات القمعية التي نفذها الاحتلال لم تقتصر على الهدم والتهجير فقط، بل امتدت لتشمل تدمير المحلات التجارية والمركبات وممارسة عمليات نهب وتخريب واسعة النطاق. ورغم كل ذلك، يعيش سكان المخيمات حالة صمود تُظهر تمسكهم بحقهم في البقاء على أرضهم.

نزوح آلاف الفلسطينيين نتيجة تزايد الانتهاكات المستمرة

بلغت موجة النزوح مستويات غير مسبوقة، حيث أُجبرت أكثر من 4000 عائلة على مغادرة منازلها، خاصة من حارتي الحدايدة والربايعة في مخيم طولكرم، إضافة إلى عشرات العائلات الأخرى التي هجّرت قسرًا من الحي الشمالي للمدينة. وفي مخيم نور شمس، أغلقت قوات الاحتلال أجزاء واسعة من المخيم واحتلت عشرات المنازل، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، مما أدى إلى تفاقم أوضاع السكان فيه.

إلى جانب النزوح، يعاني المواطنون الفلسطينيون من عمليات دهم واقتحام يومية تُنفذها قوات الاحتلال، شملت اعتقال العشرات بعد تخريب ممتلكاتهم وتفتيش منازلهم بوحشية.

خسائر بشرية واقتصادية في ظل الحصار على طولكرم

وفي خضم العدوان المستمر، استُشهد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، فيما تُقدر الخسائر المادية بملايين الدولارات نتيجة تدمير البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

على الصعيد العسكري، أحكمت قوات الاحتلال سيطرتها على مناطق إستراتيجية وطوقت محاور رئيسية في المدينة، وأغلقت شارع نابلس بالسواتر الترابية، ما أعاق حركة المركبات وأثر على حياة المواطنين بشكل مباشر.

الصراع المستمر في طولكرم يعكس حجم التحديات التي تواجه الفلسطينيين يوميًا، فيما تبقى أصواتهم المنادية بالحرية والحق في العيش الكريم صامدة رغم القمع والتشريد.