جيل Z يستعد للاستحواذ على 74 تريليون دولار.. وداعاً للأثرياء القدامى

جيل Z: الجيل الذي سيعيد صياغة مفهوم الثروات العالمية

أبوظبي – ياسر إبراهيم – الأربعاء 26 مارس 2025، تشير تقارير جديدة من بنك أوف أمريكا إلى أن جيل Z، المولود بين عامي 1997 و2012، سيصبح الجيل الأكثر تأثيرًا اقتصاديًا في العقدين القادمين. من المتوقع أن يمتلك هذا الجيل، المعروف بأسلوب إنفاقه الفريد، ثروة هائلة تتجاوز 74 تريليون دولار بحلول عام 2040، مما يجعله القوة الاقتصادية المقبلة في الأسواق العالمية.

تحليل ثروة جيل Z وأسباب ازدهارها

رغم التحديات الاقتصادية التي واجهها جيل Z في السنوات الأخيرة، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وصعوبة امتلاك المنازل، إلا أن تقرير بنك أوف أمريكا يركز على جوانب ازدهار هذا الجيل. يشير التقرير إلى أن جيل Z يحقق نموًا مستدامًا في الدخل بفضل مستويات التعليم المرتفعة؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 57% من الشباب بين 18 و21 عامًا ملتحقون بالجامعات أو المعاهد التعليمية.

وقد شهدت أجور هذا الجيل زيادة بنسبة 8% في فبراير 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهي أعلى نسبة بين جميع الأجيال. إضافة إلى ذلك، يتوقع أن يشهد هذا الجيل انتقالًا كبيرًا للثروة مع بدء جيل طفرة المواليد في نقل ثرواته للأجيال الأصغر. تشير التقديرات إلى أن 84 تريليون دولار من ثروات جيل طفرة المواليد ستنتقل إلى جيل Z بحلول عام 2045.

التغيرات الاقتصادية العالمية مع تصاعد ثروة جيل Z

الأثر الاقتصادي المتوقع لممارسات الإنفاق لدى جيل Z يعد محوريًا للتحولات الاقتصادية العالمية. على عكس الأجيال السابقة، يعكس هذا الجيل توجهًا مختلفًا في وجهات الإنفاق، حيث يميل إلى إنفاق المزيد على التجارب مثل السفر والموسيقى والفعاليات الترفيهية. هذا الأسلوب قد يعيد تعريف مفهوم المستهلك العالمي، ما يؤثر بشكل مباشر على عدة قطاعات مثل السياحة والترفيه والأغذية.

وتظهر التوقعات أن دخل جيل Z سيقفز من 9 تريليونات دولار في عام 2023 إلى 36 تريليون دولار بحلول عام 2030. من المرجح أن تتضاعف هذه الأرقام بمرور الوقت لتصل إلى 74 تريليون دولار أو أكثر في 2040، مما يعكس إمكانيات هائلة لتعزيز الأسواق واستقرار الأنظمة المالية على المدى البعيد.

مخاطر محتملة وتأثيرات مستقبلية على جيل Z

على الرغم من التوقعات الإيجابية، يواجه جيل Z تحديات قصيرة الأمد تشمل تباطؤًا اقتصاديًا عالميًا محتملًا قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة مع تسريحات وظيفية إضافية. إلا أن القدرة العالية على التكيف التي يتمتع بها أفراد هذا الجيل، إلى جانب دخولهم في قطاعات العمل المتطورة وتقنيات التعليم الحديث، تجعلهم مجهزين للتغلب على هذه العقبات.

فيما يلي بعض النقاط المحورية حول هذا الجيل:

  • ارتفاع نسبة الشباب المتعلمين والفئات الماهرة في المجالات التقنية والمستقبلية.
  • توسع سريع في معدل نمو الدخل مقارنة بالأجيال السابقة.
  • قدرتهم على التأثير في القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا والسياحة والترفيه.

ومع تعطش هذا الجيل للإنجاز والمغامرة، يجمع الاقتصاديون على دورهم الرائد في إعادة تشكيل ملامح الاقتصاد المستقبلي. هل ستنجح أنماطهم الاستهلاكية وأهدافهم الفريدة في تحقيق التوازن بين الاستمتاع بالحاضر وتأمين المستقبل؟ يبدو أن السنوات القليلة القادمة ستكون الفصل الأكثر إثارة في تحقيق هذا التغيير التاريخي.