الرضاعة الطبيعية تقلل خطر التوحد واضطرابات النمو وفقاً لدراسة حديثة

تشير دراسة حديثة إلى أن الرضاعة الطبيعية تلعب دوراً محورياً في تقليل خطر الإصابة بالاضطرابات العصبية لدى الأطفال، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. الدراسة التي شملت أكثر من 570 ألف طفل كشفت أن الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر على الأقل تقلل من خطر الإصابة بمشاكل عصبية بنسبة 28%، متفوقة بشكل ملحوظ على الرضاعة الجزئية أو استخدام الحليب الصناعي.

الرضاعة الطبيعية وتأثيرها على النمو العصبي

أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم كانوا أقل عرضة للإصابة بتأخر في النمو العصبي والمعالم الحركية. بالنسبة للأطفال الذين تلقوا الرضاعة الطبيعية بشكل غير حصري، أي مع إضافة الحليب الصناعي، انخفضت فرص التأخير في التطور بنسبة 14%.

أسفرت الدراسة أيضاً عن نتائج إيجابية أخرى إذ وُجد أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية حصرية لمدة ستة أشهر على الأقل كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي غير المحدد بنسبة 27% مقارنة بالأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية لفترة أقل أو لم يرضعوا على الإطلاق.

فوائد الرضاعة الطبيعية وفق الإحصائيات

بالتزامن مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تشجع على الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الستة أشهر الأولى، تأتي هذه الدراسة لتؤكد على فوائدها التي تمتد لتشمل تحسين المناعة وتقليل خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الربو، والسمنة، وسرطان الدم لدى الأطفال. وتشير البيانات الإضافية إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل بنسبة 28% من خطر الإصابة باضطراب في اللغة، وبنسبة 24% من خطر الإصابة باضطرابات حركية.

رغم أن الفوائد ظهرت بشكل واضح بعد ستة أشهر من الرضاعة الطبيعية، فإنها استقرت بين الشهرين العاشر والثاني عشر من عمر الطفل. أما بالنسبة للأمهات، فتشمل الفوائد الصحية تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، فضلًا عن تحسين الصحة العامة.

ارتفاع تشخيصات التوحد: السياق والدوافع

رصدت الدراسة زيادة بنسبة 175% في تشخيص مرض التوحد بين عامي 2011 و2022، إذ ارتفعت المعدلات من 2.3 إلى 6.3 لكل 1000 شخص. ويرى الباحثون أن هذه الزيادة ترتبط بتحسين أدوات الفحص وزيادة الوعي المجتمعي حول الاضطرابات العصبية، بالإضافة إلى توسيع معايير التشخيص.

وقد أظهرت نتائج الدراسة، التي اعتمدت على السجلات الطبية لأطفال يولدون بين الأسبوع الـ35 إلى الـ40 من الحمل، أن الرضاعة الطبيعية تعد محركًا أساسيًا لتحسين الحالة الصحية للأطفال. هذه النقلة في فهم العلاقة بين التغذية المبكرة والنمو العصبي تضيف دعماً جديداً لأهمية الرضاعة الطبيعية كحل صحي فعّال للأجيال القادمة.