مقتل 11 جندياً كاميرونياً على الأقل بهجوم نفذته جماعة بوكو حرام

في هجوم دموي يُعد من بين الأشد عنفًا على مدار عقد من الزمان، لقي ما لا يقل عن 11 جنديًا كاميرونيًا مصرعهم وأصيب 21 آخرون أثناء تصديهم لهجوم شنته جماعة بوكو حرام على معسكرات قوات المهام المشتركة متعددة الجنسيات. استهدف الهجوم، الذي وقع في بلدة وولجو النيجيرية القريبة من الحدود الكاميرونية، قواعد عسكرية حيوية وقوض الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب.

تصاعد خطير في هجمات بوكو حرام على الجنود الكاميرونيين

كشفت مصادر أمنية كاميرونية، امتنعت عن ذكر هويتها، أن هجوم جماعة بوكو حرام وقع في ساعات الفجر الأولى يوم الثلاثاء. بدأت العملية عندما تسلل المسلحون إلى معسكرات قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات، وهو تحالف يضم جنودًا من الكاميرون، نيجيريا، تشاد، والنيجر. وأشارت التقارير إلى أن المهاجمين تمكنوا من الاستيلاء على مركبات قتالية وأسلحة، بما في ذلك مدافع مضادة للطائرات وذخائر، ثم أشعلوا النار في مواقع عسكرية.

وفق التقارير الأمنية، استمرت الاشتباكات لأكثر من ساعتين، ما تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة. تم نقل المصابين إلى مستشفيات مدينة ماروا للحصول على الرعاية الطبية اللازمة، فيما تواصل السلطات العسكرية تقييم الأضرار ورسم خطط استجابة سريعة للأوضاع الأمنية.

الهجوم يعكس تصعيدًا متكررًا على الحدود الكاميرونية

تأتي هذه التطورات بينما تواجه الكاميرون تحديات أمنية مستمرة بسبب الهجمات المتكررة لجماعة بوكو حرام التي تتسلل عبر الحدود النيجيرية. بلدة وولجو، حيث وقع الهجوم الأخير، لطالما كانت نقطة ساخنة للهجمات الإرهابية كونها قريبة من إقليم لوجون إتشاري، وهو منطقة حدودية تتسم بانعدام الاستقرار.

تشير الإحصائيات إلى أن الجماعة المسلحة صعدت من عملياتها الإرهابية في السنوات الأخيرة. ويُحذر الخبراء الأمنيون من تكرار هذا النوع من الهجمات، حيث تسعى الجماعة إلى فرض سيطرتها وخلق حالة من الفوضى في المناطق الحدودية التي تشترك فيها الدول الأربع.

التعاون الإقليمي لمكافحة بوكو حرام

رغم التحديات المستمرة، تواصل قوات المهام المشتركة متعددة الجنسيات العمل على مواجهة تهديدات بوكو حرام التي تجاوزت الحدود النيجيرية. وتُعد القوة المشتركة نموذجًا مهمًا للتعاون الأمني في مناطق النزاع، حيث تتركز جهودها على حماية المدنيين وتأمين الاستقرار في المناطق المعرضة للاعتداءات الإرهابية.

وفي سياق مماثل، دعا محللون إلى تعزيز الدعم الدولي والإقليمي لهذه القوات، وتوفير الأموال والأسلحة اللازمة لضمان قدرتها على التصدي للمسلحين.
إن استمرار مثل هذه العمليات الإرهابية يؤكد أهمية التحرك الدولي الفوري لتعزيز الأمن ومكافحة الجماعات المتطرفة التي تُهدد أمن المنطقة بأكملها.