ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم الأربعاء في الأسواق المحلية.

شهد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق الموازية اليوم الأربعاء ارتفاعًا ملحوظًا في مختلف المدن السورية، فيما واصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر الصرف الرسمي دون تغيير. هذا التطور يأتي وسط تباينات كبيرة بين أسعار السوق الموازية والتعاملات الرسمية، حيث يعكس التقلب المستمر تداعيات الأوضاع الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية.

ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق الموازية

شهد السوق الموازية في المدن الرئيسية، مثل دمشق وحلب وإدلب، ارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية ليصل إلى 10,200 ليرة للشراء و10,325 ليرة للبيع. وفي الحسكة، وصل السعر إلى 10,375 ليرة للشراء و10,475 ليرة للبيع. هذه الزيادات تعكس استمرار الفجوة بين السوق الموازية وأسعار الصرف الرسمية، مع تأثر السوق بالعوامل الاقتصادية والسياسية محليًا ودوليًا.

النمو في أسعار السوق الموازية يعكس ضغطًا مستمرًا على الاقتصاد السوري، حيث يعتمد الكثير من التجار والمستوردين على السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من العملات الأجنبية. ومع ذلك، يدعم البعض استقرار السوق الرسمي كخطوة لتعزيز الثقة في السياسة الاقتصادية.

سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في التعاملات الرسمية

حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر صرف ثابت للدولار في التعاملات الرسمية عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 ليرة للبيع. هذا الثبات يأتي في ظل تغييرات مستمرة في السوق الموازية ومساعي المصرف لمواكبة تقلبات الأسواق.

الخطوة الأخرى التي اعتمدها المركزي هي إتاحة المجال للمصارف وشركات الصرافة بتسعير العملات ضمن هامش معين من السعر الرسمي، في محاولة للحد من الدور الذي يلعبه السوق الموازية في تحديد الأسعار. ومع ذلك، يظل الفارق الكبير بين السوق الرسمية والموازية يُلقي بثقله على المواطنين.

عوامل تؤثر على سعر صرف الليرة السورية

يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر على سعر صرف الليرة السورية إلى خارجية وداخلية، حيث تلعب السياستان المحلية والدولية دورًا أساسيًا في تشكيل المشهد الاقتصادي.

• عوامل خارجية: تشمل خطوات دولية لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، مثل قرارات بريطانيا بحذف كيانات تجارية من قائمة العقوبات ورفع الولايات المتحدة بعض القيود الاقتصادية مؤقتًا. كما تخطط كندا لزيادة مساعداتها الإنسانية لسوريا، ما قد يسهم في تدفق النقد الأجنبي.
• سياسات داخلية: خفض مصرف سوريا المركزي سعر الصرف الرسمي وتعزيز دوره في تنظيم معاملات الصرف. إضافة إلى ذلك، فإن تحقيق الاستقرار في منطقة شرق الفرات عبر اتفاقات سياسية قد يدعم الجهود الرامية لتحسين الاقتصاد داخليًا.

مع استمرار الضغوط الاقتصادية، تواجه الليرة السورية تحديات كبرى في ظل السياسات المتبعة محليًا والتدخلات الدولية. يبقى تحسين المستوى المعيشي وتعزيز الاستقرار النقدي أولوية لصانعي القرار، وسط ترقب شديد لما ستثمر عنه المبادرات القادمة.