رافينيا يستسلم لخياله مع البرازيل قبل أن تعيده الأرجنتين للواقع

في مواجهة كروية من العيار الثقيل، تمكن المنتخب الأرجنتيني من سحق غريمه التاريخي البرازيل برباعية مقابل هدف في ديربي أمريكا الجنوبية الذي أقيم في بوينس آيرس. هذا الانتصار المثير ضمن للأرجنتينيين التأهل رسميًا إلى كأس العالم 2026، مستفيدين من تعادل بوليفيا وأوروغواي بلا أهداف في وقت سابق. المباراة أظهرت تفوقًا واضحًا لكتيبة “التانغو”، برغم غياب نجم الفريق ليونيل ميسي.

الأرجنتين تكتسح البرازيل: انتصار تاريخي حسم التأهل

نجح المنتخب الأرجنتيني في تقديم أداءٍ كاسح أمام البرازيل، ليؤكد صدارته لتصفيات كأس العالم برصيد 31 نقطة. في المقابل، تعثر المنتخب البرازيلي في هذه التصفيات بهبوطه إلى المركز الرابع برصيد 21 نقطة بعد فشله في استعادة التوازن. اللافت أن هذه المباراة شهدت سيطرة أرجنتينية واضحة على مستوى التمريرات المفتاحية بواقع 7 مقابل صفر للبرازيل، مع تسجيل أربعة أهداف جاءت من تفوق خططي وتمريرات جماعية دقيقة.

رغم حماس البرازيليين قبيل المباراة، وتصريحات نارية لجناحهم رافينيا، إلا أن الأرجنتينيين استفادوا من ذكاء مدربهم ليونيل سكالوني الذي دفع بلاعبين شباب مثل تياغو ألمادا ونيكو باز لتعويض الغيابات الكبيرة، مما أظهر عمق التشكيلة الأرجنتينية وبُعد النظر في التخطيط للمستقبل.

تألّق الأرجنتين رغم غياب ميسي

مع استمرار غياب النجم الأول ليونيل ميسي للإصابة، أثبت المنتخب الأرجنتيني أن الفريق لا يعتمد على موهبة فردية واحدة. بفضل تمريرات متقنة وأداء جماعي رائع، شارك العديد من اللاعبين في تسجيل الأهداف، ليشكل هذا الانتصار ضغطًا معنويًا كبيرًا على البرازيل التي لم تفلح في الرد. المدرب سكالوني لم يكتفِ بتشكيلة مميزة، بل استفاد من غياب ميسي لتجربة وجوه شابة واعدة قد تشكل قاعدة قوية للمنتخب في المستقبل.

وأبرز المساهمين في هذه المباراة كان نيكولاس تاغليافيكو الذي ساهم بشكل حاسم في صناعة هدف، جاهزًا تمامًا مع فريقه لخوض تحديات أكبر بكأس العالم، حيث يبدو أن “التانغو” جاهز للحفاظ على لقبه بعد انتصارهم في مونديال 2022.

الخسارة تعمق أزمات البرازيل

بالنسبة للمنتخب البرازيلي، جاءت هذه الهزيمة لتفاقم وضعه في التصفيات وتضع مزيدًا من الضغوط على المدرب دوريفال جونيور الذي فشل حتى الآن في تحقيق التوازن داخل الفريق. أداء دفاعي مهتز، وغياب تأثير فينيسيوس جونيور وكتيبة المهاجمين، كلها عوامل أسهمت في جعل هذه الأمسية قاسية على “السامبا”.

بينما حاولت البرازيل تغيير الوضع بإجراء تعديلات تكتيكية ودخول أسماء جديدة، لم تُفلح محاولاتهم أمام تفوّق أرجنتيني واضح. الأداء التكتيكي المحكم لأصحاب الأرض، وخاصة دور ناهويل مولينا في تحييد خطورة فينيسيوس، عمّق من جراح البرازيليين وأظهر الفارق الكبير بين مستوى المنتخبين.

ختامًا، أثبتت هذه القمة أن صناعة التاريخ تحتاج إلى عملٍ جاد وتخطيط استراتيجي، وهو ما تتفوق فيه الأرجنتين بفضل انسجامها وأداء لاعبيها المتميزين، ما قد يجعلها مرشحة قوية للاستمرار في تحقيق الإنجازات العالمية.