كوكا كولا تتصدر قائمة الجدل كأكبر ملوث بالبلاستيك في العالم

تُتهم شركة كوكا كولا بأنها المصدر الأكبر للتلوث البلاستيكي على مستوى العالم، وفق تقرير أصدرته منظمة “أوشيانا” غير الحكومية. يشير التقرير إلى أن الشركة ستكون مسؤولة عن تسريب أكثر من 600 ألف طن من النفايات البلاستيكية إلى المحيطات والممرات المائية بحلول عام 2030. تثير هذه النتائج مخاوف بشأن التأثير البيئي الضار وانتشار الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي ربط العلماء بينها وبين أمراض خطيرة مثل السرطان والعقم.

تقرير يكشف اتهام كوكا كولا بالتسبب بالتلوث البلاستيكي

بحسب تقرير “أوشيانا”، تُعد كوكا كولا أكبر ملوث بالبلاستيك مقارنة بشركات كبرى أخرى مثل بيبسيكو ونستله ودانون. التقرير استند إلى بيانات رسمية للشركة حول إنتاجها للبلاستيك ما بين عامي 2018 و2023، مع توقعات تشير إلى تجاوز إنتاجها من البلاستيك 4.13 ملايين طن سنويًا بحلول 2030. النفايات البلاستيكية الناتجة عن كوكا كولا وحدها يمكن أن تملأ أجواف 18 مليون حوت، بما يعادل ما يُرمى سنويًا من 220 مليار عبوة بلاستيكية.

وأوضحت المنظمة أنها اعتمدت منهجية علمية نُشرت في دورية “ساينس” لتقدير حجم النفايات البلاستيكية التي قد تنتهي في المحيطات والنظم البيئية المائية. هذه الحقائق تزيد الضغوط على الشركات متعددة الجنسيات لإعادة النظر في سياساتها المتعلقة باستخدام البلاستيك.

الأضرار البيئية والتهديدات الصحية المرتبطة بالبلاستيك

أثار التقرير أيضًا مخاوف بشأن الآثار الصحية الناتجة عن التلوث البلاستيكي، حيث تُشير الأبحاث إلى وجود علاقة مباشرة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والأمراض مثل السرطان والعقم وأمراض القلب. انتشار البلاستيك في البيئة البحرية يُهدد الحيوانات البحرية ويتسبب في تراكم المواد السامة في سلاسل الغذاء.

جدير بالذكر أن إنتاج واستخدام البلاستيك خاصة للتعبئة والتغليف يُعد سببًا رئيسيًا لتفاقم المشكلة، ويتطلب حلولًا مُستدامة لتجنب كارثة بيئية وصحية وشيكة.

توصيات لحل أزمة التلوث البلاستيكي

لتفادي المزيد من التلوث، توصي منظمة “أوشيانا” بتعزيز استخدام مواد التغليف القابلة لإعادة الاستخدام. من أبرز الخيارات المطروحة:

• الاعتماد على الزجاج الذي يمكن إعادة استخدامه حتى 50 مرة.
• استخدام البلاستيك المصنوع من مادة البولي إيثيلين تيريفثالات (PET) القابل لإعادة الاستخدام حوالي 25 مرة.

بالإضافة إلى ذلك، يُطالب الخبراء الشركات الكبرى مثل كوكا كولا بتقليل إنتاج البلاستيك غير القابل لإعادة التدوير، وتعزيز الاستثمارات في حلول صديقة للبيئة.

مع تضاعف الأزمات البيئية عالميًا، يبقى مستقبل الكوكب مرهونًا بالتحركات الجادة من الحكومات والمنظمات والشركات الكبرى لحماية النظم البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.