قوات الدعم السريع تضعف تدريجياً.. الجيش السوداني يسيطر تماماً على الخرطوم

تتزايد وتيرة التطورات في السودان، حيث أعلن الجيش السوداني تحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة في مواجهة قوات الدعم السريع التي تخسر تدريجيًا سيطرتها على البلاد. في تطور لافت، أكد قائد عمليات الخرطوم، اللواء عبد الرحمن البيلاوي، يوم الأربعاء، بسط الجيش سيطرته على مطار الخرطوم الدولي ومقر الدفاع الجوي إلى جانب تحقيق تقدمات ميدانية واسعة في عدة نقاط استراتيجية داخل العاصمة.

سيطرة الجيش السوداني على مواقع استراتيجية في الخرطوم

أحرز الجيش السوداني تقدمًا بارزًا في العاصمة الخرطوم، حيث فرض سيطرته على مباني كلية الهندسة بجامعة السودان، وكامل حي النزهة وشارع الصحافة، وفقًا لتأكيدات صادرة عن سلاح المدرعات. إلى جانب ذلك، تمكّن الجيش من السيطرة على ميناء الخرطوم البري، وهو محور نقل حيوي يساهم بشكل كبير في تأمين الحركة بين العاصمة وبقية مدن البلاد.

وفي ضوء استمرار هذه العمليات، نجحت القوات المسلحة أيضًا في إحكام قبضتها على جميع الجسور الرابطة بين أجزاء العاصمة، مما عزز قدرتها على تطويق قوات الدعم السريع. كما أغلق الجيش طريق الخرطوم – جبل أولياء الحيوي، وسيطر على معسكر طيبة الواقع جنوبي الخرطوم، مما دق مسمارًا إضافيًا في نعش سيطرة الدعم السريع.

التقدم المتسارع للجيش السوداني يغير معادلة الصراع

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات منذ اندلاع الصراع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي كانت قد بدأت بمحاولة انقلابية على حكومة التوافق الوطني. لكن، يبدو أن موازين القوى بدأت تميل لصالح الجيش، مع تحقيقه انتصارات متعاقبة استهدفت المناطق الحيوية والاستراتيجية في البلاد.

ومن الجدير بالذكر أن الجيش السوداني قد اعتمد خطة محكمة تقوم على استعادة السيطرة على المنشآت الحيوية والمواقع الاستراتيجية، كالمطارات والجسور والمعسكرات، بهدف إخضاع قوات الدعم السريع تدريجياً ودفعها إلى الانهيار. هذه الاستراتيجية عززت من ثقة السكان المحليين، الذين أعربوا عن أملهم في أن يُسرع ذلك من إنهاء الأزمة الحالية.

نهاية وشيكة للصراع في السودان؟

مع مواصلة الجيش السوداني تحركاته الميدانية المُنسقة، تلوح في الأفق نهاية قريبة للصراع الذي أنهك البلاد منذ أشهر. إذ تمكن الجيش من تحجيم نفوذ قوات الدعم السريع بشكل ملحوظ، مما قد يمهد الطريق لاستعادة الاستقرار وتنفيذ خارطة طريق سياسية تعيد السلطة إلى مؤسسات الدولة.

تُظهر الأحداث الأخيرة أن الجيش السوداني عاقد العزم على إنهاء الحرب التي بدأت بعد سيطرة الدعم السريع على أجزاء واسعة من السودان. فهل تكون هذه التحركات مؤشرًا على طي صفحة دامية وعنوانًا لمرحلة جديدة من البناء والتوافق الوطني في السودان؟ الأيام القادمة ستحمل الإجابة.