مع بدء عرض مسلسل “منتهي الصلاحية”، أبهرت الفنانة هبة مجدي الجمهور بأدائها المؤثر لشخصية “رانيا”، التي تعاني من مرض غير مألوف يُعرف بـ “فيبروميالجيا” أو الألم العضلي الليفي. تسليط الضوء على هذه الحالة الصحية في الدراما أثار فضول المشاهدين للتعرف على تفاصيلها، خاصة أن أعراضها تتسبب في ألم مزمن يؤثر على جودة حياة المرضى.
فيبروميالجيا: ملامح المرض وأعراضه المؤلمة
مرض فيبروميالجيا هو اضطراب صحي مزمن يتميز بانتشار آلام جسدية واسعة النطاق، إلى جانب أعراض أخرى مثل الإرهاق الشديد، اضطرابات النوم، وصعوبة في التركيز تُعرف بظاهرة “ضباب الدماغ”. يعاني المرضى أيضًا من نوبات ألم مفاجئة تتفاوت شدتها، ما يجعل الأنشطة اليومية تحديًا حقيقيًا. وفقًا لتقارير طبية، يظهر أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث يشكلن حوالي 80% من الحالات.
من بين الأعراض الشائعة لفيبروميالجيا:
- آلام في العضلات والمفاصل تستمر لفترات طويلة.
- إرهاق شديد لا يزول حتى مع النوم الكافِ.
- صداع متكرر واضطرابات هضمية.
- صعوبة في الاستمرار بالمهام اليومية بسبب ضعف التركيز.
الهجوم المفاجئ للأعراض يُعرف بـ “نوبات الألم”، والتي قد تتسبب في تعطيل حياة المريض لفترات طويلة.
أسباب فيبروميالجيا والعوامل المؤثرة في تفاقمه
على الرغم من عدم وجود سبب محدد وواضح للإصابة بفيبروميالجيا، يشير الأطباء إلى مجموعة من العوامل التي قد تساهم في ظهوره، منها:
- العوامل الوراثية، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالمرض.
- الإجهاد النفسي أو الصدمات العاطفية التي تؤثر على حالة الجهاز العصبي.
- الإصابة السابقة بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل أو متلازمة القولون العصبي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتفاقم الأعراض بسبب التوتر أو قلة النوم أو حتى التغيرات المناخية المفاجئة، مثل البرودة الشديدة.
سبل التعامل مع فيبروميالجيا وتعزيز جودة الحياة
على الرغم من عدم وجود علاج جذري للمرض حتى الآن، إلا أن الالتزام بأسلوب حياة صحي يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا. ينصح الأطباء المرضى باتباع استراتيجيات فعالة للحد من حدة الأعراض، مثل:
- ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو اليوجا، لتحسين الدورة الدموية والحد من التوتر العضلي.
- اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، مع تقليل الأطعمة التي قد تزيد الالتهابات.
- تنظيم عادات النوم لتحسين الراحة الليلية.
- اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التأمل.
جدير بالذكر أن التوعية بمرض فيبروميالجيا تلعب دورًا هامًا لتخفيف الوصمة الاجتماعية المحيطة به، وتعزيز التفاهم مع معاناة المرضى. لذا، يظل تثقيف المجتمع هو السبيل الأمثل لدعمهم وتقديم يد العون لهم في حياتهم اليومية.