سلطنة عمان تبدأ مشاركتها في اجتماع مجلس حقوق الإنسان بجنيف

في خطوة تعكس اهتمام سلطنة عُمان بتعزيز حقوق الإنسان على المستوى الإقليمي والدولي، شاركت السلطنة في الجلسة العامة للدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، التي عقدت في مدينة جنيف السويسرية. تناولت المناقشات التي حضرها المندوب الدائم لسلطنة عُمان، إدريس بن عبد الرحمن الخنجري، الانتهاكات المستمرة في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى، مع التركيز على رفض النشاط الاستيطاني الإسرائيلي والدعوة إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين.

التزام سلطنة عُمان بدعم حقوق الإنسان في فلسطين

أكدت سلطنة عُمان خلال كلمتها أمام المجلس تمسكها بالمبادئ الدولية التي تحمي حقوق الإنسان ورفضها القاطع لأي انتهاك لهذه الحقوق. وأدان السفير إدريس الخنجري، باسم السلطنة، استمرار الاحتلال الإسرائيلي في التوسع الاستيطاني، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي. كما أوضح أن هذه السياسات لا تهدد فقط الفلسطينيين ولكن تقوض جهود السلام الإقليمية والدولية.

تعد قضية وقف النشاط الاستيطاني محورًا أساسيًا لجهود دولية عديدة، حيث أشارت تقارير أممية حديثة إلى ارتفاع ملحوظ في المشاريع الاستيطانية بنسبة تجاوزت 40% خلال الأعوام الأخيرة. ودعت سلطنة عُمان المجتمع الدولي إلى تفعيل آليات المحاسبة لمواجهة هذه التعديات وضمان حماية حقوق المواطنين الفلسطينيين.

موقف دولي موحد لوقف الانتهاكات الإنسانية

في إطار الكلمة التي ألقاها المندوب العُماني، دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعلية تضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، مشددًا على أهمية دور المنظمات الدولية في ضمان الحماية للشعب الفلسطيني. وبيّن أن السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية للضفة الغربية تُعد محاولات ممنهجة وغير قانونية لفرض واقع جديد على الأرض.

وفي هذا السياق، أظهرت تقارير حقوقية أن أكثر من 120 حادثة انتهاك وقعت في الضفة الغربية خلال الشهور الماضية وحدها، ما يزيد الحاجة المُلِحة لتحرك دولي فعّال.

رسالة عُمانية للسلام والعدالة

اختتم سعادة السفير كلمته برسالة تعبّر عن تمسك سلطنة عُمان بمبدأ الحق والعدالة، معتبرًا أن الصراع الحالي هو “صراع بين الحق والقوة”. ووجّه رسالة تفاؤل بدور المجتمع الدولي في دعم حقوق الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هذه الحقوق ستبقى حية ومحفورة في ضمير الإنسانية، وستظل أساسًا لتحقيق السلام المستدام.

مثل هذه الخطوات والمواقف الواضحة من سلطنة عُمان تُظهر التزامها الكامل بتعزيز القيم الإنسانية والعمل الجاد لتحقيق العدالة الدولية.