في ظل تصاعد الأحداث في العاصمة السودانية الخرطوم، أعلن الجيش السوداني تحقيق انتصار عسكري جديد بعد استعادته السيطرة على مواقع استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة ميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”. وتشكل هذه التطورات علامة فارقة في الصراع المستمر، الذي نتج عنه أوضاع إنسانية وسياسية صعبة منذ انطلاقه في منتصف عام 2023.
تحرير الجيش السوداني مواقع استراتيجية في الخرطوم
حقق الجيش السوداني تقدماً ميدانياً كبيراً في العاصمة الخرطوم بفضل عملياته العسكرية الناجحة، وفقاً لما أكده بيان رسمي. وتمكن من السيطرة على القصر الجمهوري، مقر القيادة العامة، ومطار الخرطوم الدولي، بالإضافة إلى استعادة عدد من الأحياء السكنية الهامة مثل أم درمان والخرطوم بحري. هذه المناطق كانت تُعد أهدافاً استراتيجية تحصنت بها ميليشيا الدعم السريع طوال الأشهر الماضية.
أسفرت العمليات عن تدمير مخازن أسلحة ومعسكرات تابعة للميليشيا في ضواحي العاصمة، مما أفقدها الكثير من قدراتها العسكرية وأضعف سيطرتها الميدانية، وفق تقارير عسكرية. ويبدو أن هذه الانتصارات لم تأتِ فقط نتيجة العمليات القتالية وحدها، بل أيضاً بدعم شعبي واسع من القبائل السودانية، التي أعلنت تأييدها لتحركات الجيش.
السيطرة على مؤسسات الدولة السودانية
بموازاة العمليات العسكرية الموسعة، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على مؤسسات حكومية وسيادية كانت تحت نفوذ ميليشيا الدعم السريع. ومن بين هذه المؤسسات مقرات حكومية مهمة ومجمعات اقتصادية حساسة، ما يعزز موقف الجيش في الصراع على العاصمة.
ويهدف هذا التقدم لاستعادة الاستقرار في المؤسسات، حيث أظهرت تقارير أممية أن الميليشيا كانت تستغل هذه النقاط للضغط على الحكومة وتوسيع نفوذها.
التحديات ومستقبل الصراع في السودان
رغم المكاسب المعلنة، لا يزال الوضع في السودان معقداً. تقارير وشهود عيان تؤكد استمرار العمليات القتالية العنيفة في مناطق متفرقة من الخرطوم، مع وجود مناطق واسعة ما زالت تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع. وفي الوقت ذاته، تصاعدت الانتقادات الدولية ضد الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيا، بما في ذلك قصف المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وأصبحت الأوضاع الإنسانية في السودان مرهقة للغاية، مع معاناة السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، فضلاً عن النزوح القسري جراء القتال المستمر. وتبقى الخرطوم رمزاً للصراع، حيث يشكل انتصار الجيش السوداني فيها خطوة نحو استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وتُظهر هذه الأحداث أن الطريق نحو السلام لا يزال طويلاً، بيد أن السيطرة على عاصمة الوطن قد تُمثل بداية النهاية لهذا الصراع الدموي.