الجيش النيجيري يعلن مقتل 15 جندياً في اشتباكات مع مسلحين

في تصعيد خطير للأوضاع الأمنية في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، لقي 15 جنديًا مصرعهم إثر هجمات متزامنة شنتها جماعات مسلحة يُرجح بأنها تنتمي إلى جماعات إسلامية متطرفة. خلال تلك العمليات، استُهدفت قواعد عسكرية باستخدام تكتيكات متقدمة، منها الطائرات المسيّرة والهجمات البرية العنيفة، ما أوقع خسائر بشرية ومادية كبيرة.

هجمات بولاية بورنو تكشف تهديدات الجماعات المسلحة

نفذت المجموعات المسلحة هجومًا مباغتًا على قاعدة عسكرية في منطقة “واجيركو” بولاية بورنو، حيث استولت على مخزون كبير من الأسلحة وأحرقت المعدات العسكرية. ووفقًا لتصريحات وكالة “رويترز”، قُتل قرابة 4 جنود في ذلك الهجوم، بينهم قائد اللواء المحلي. ومن جهة أخرى، تعرض موقع عسكري آخر في بلدة فوتوكول الحدودية، الواقعة بين نيجيريا والكاميرون، لهجوم مماثل أدى إلى مقتل 11 جنديًا كاميرونيًا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

أكدت المصادر أن الهجمات نُفذت بأسلوب مدروس، حيث استخدم المسلحون طائرات مسيّرة لتعقب المواقع العسكرية قبل بدء الهجوم البري. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن العديد من المعدات والأدوات المتطورة، بما في ذلك مضادات للطائرات، قد نُهبت خلال هذه العمليات، ما يشير إلى تحديات لوجستية وأمنية تواجه القوات المسلحة النيجيرية.

تصعيد الهجمات في بورنو يرفع أعداد الضحايا

منذ بداية العام الحالي، شهدت ولاية بورنو موجة جديدة من الهجمات المتزايدة كان آخرها هذه العملية التي أودت بحياة الجنود، إلى جانب أضرار مادية وبشرية إضافية. وتؤكد الإحصاءات الحكومية والدولية انعكاسات النزاعات المسلحة على المنطقة منذ أكثر من 15 عامًا، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص ونزوح حوالي مليوني شخص.

ويُعتقد أن هذه الهجمات نُفذت من قبل جماعة “بوكو حرام” وتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية غرب أفريقيا، اللذين تصاعد نفوذهما مجددًا خلال الأعوام الأخيرة. وعلى الرغم من نجاحات سابقة للجيش النيجيري في إضعاف تلك الجماعات، إلا أنها أظهرت قدرة على العودة وتنفيذ عمليات معقدة على الحدود المشتركة مع الكاميرون.

الرد العسكري والتحديات الأمنية في شمال نيجيريا

تعكف القوات المسلحة النيجيرية بالتنسيق مع الجيش الكاميروني على استعادة السيطرة الأمنية في المناطق الحدودية المتوترة. وعلى الرغم من ذلك، لم تصدر الحكومة النيجيرية تعليقًا رسميًا حول الحادث، بينما أكد متحدث الجيش الكاميروني أن الهجوم وقع بالفعل، في انتظار استكمال الإحصاءات الرسمية للضحايا والخسائر.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن منطقة شمال نيجيريا ما زالت تعاني من تداعيات أعمال العنف المسلح، ما يطرح تحديات كبيرة أمام الجهود الدولية والمحلية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. يبقى على الحكومات المعنية العمل على تطويق التهديدات المستمرة وتعزيز التعاون الإقليمي لضمان الأمن والسلام.