الذكاء الاصطناعي يعزز صحة طلاب المدارس بجهود وايل كورنيل المبتكرة

في خطوة تُبرز التطور المستمر في استخدام التكنولوجيا لتحسين حياة الطلاب، أجرى باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر دراسة بحثية مبتكرة تُسخر الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة مثل Llama 3 لتحليل بيانات الطلاب المستمدة من أجهزة قابلة للارتداء ومصادر تقليدية كالدرجات المدرسية وملاحظات المدرسين. تهدف الدراسة إلى تطوير توصيات مخصصة لتحسين تحصيل الطلاب الدراسي ورفاههم العام.

استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطلاب

قاد الدراسة الدكتور عرفان أحمد، أستاذ مساعد البحوث في علوم الصحة السكانية بوايل كورنيل للطب – قطر، وشملت جمع بيانات متنوعة من 12 طالباً وطالبة. تم استخدام أجهزة Fitbit القابلة للارتداء لرصد النشاط البدني ومستوى التوتر وكذلك جودة النوم، إلى جانب تقارير الأداء الأكاديمي الخاصة بالطلاب.
استخدم الباحثون نموذج Llama 3، المطور من شركة ميتا، لتحليل هذه البيانات المتعددة وتوليد توصيات فردية لكل طالب. وقد تم تقييم هذه التوصيات من قبل ثلاث خبراء مستقلين لضمان الوضوح وقابلية التطبيق والدقة.

ومن اللافت أن النموذج أظهر قدرة عالية على الدمج بين البيانات السلوكية والعاطفية للطلاب لتقديم توصيات دقيقة. ومع ذلك، لوحظت تحديات في بعض الحالات بسبب افتقار بعض التوصيات إلى الوضوح الكامل أو قابليتها للتنفيذ، مما يدفع إلى أهمية تطوير ضمانات مستقبلية لتلافي هذه المخاطر.

فوائد وتحديات الذكاء الاصطناعي في التعليم

تُمثل هذه الدراسة مثالاً مهمًا على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين التعليم من خلال تقديم نصائح مدروسة تُسهم في تعزيز التحصيل الدراسي وتحسين الصحة النفسية للطلاب. ومن بين النتائج الإيجابية التي أظهرتها الدراسة:

• إعداد توصيات فردية تتماشى مع احتياجات كل طالب.
• الارتقاء بجودة التعليم عبر تقليل الضغط على المعلمين والإداريين.
• تحليل بيانات شاملة تشمل الجوانب البدنية والتعليمية والعاطفية.

مع ذلك، أشار الباحثون إلى بعض التحديات مثل “الهلوسة النموذجية” الناجمة عن تقديم الذكاء الاصطناعي معلومات غير دقيقة ولكن تبدو مقنعة، ما يعزز أهمية التقييم النقدي للتوصيات.

رؤية مستقبلية لتحسين رفاه الطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي

أكد الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب – قطر، على الإمكانات الكبيرة لهذه التقنيات في تحسين الأداء والرفاه العام للطلاب، مُبرزًا دور نماذج اللغة الكبيرة في تخفيف الأعباء على المدرسين والمرشدين. ومع ذلك، شدد على ضرورة وضع ضوابط صارمة لضمان سلامة وفعالية هذه الأدوات.

تمثل هذه الدراسة التي نُشرت في دورية “Scientific Reports” خطوة مهمة نحو مستقبل التعليم القائم على التكنولوجيا، وتفتح آفاقًا واعدة لتطوير أنظمة تعليمية تُركز على الطالب بشكل فردي، مع ضمان تحقيق أقصى مستويات الفاعلية والدقة.