حمد الطبية: زراعة 400 كلية و145 مريضاً في انتظار العمليات

في تطور طبي استثنائي يعكس تقدم الخدمات الصحية في قطر، أعلنت مؤسسة حمد الطبية أنها أجرت أكثر من 400 عملية زراعة كلى منذ انطلاق البرنامج في عام 1986. وتستمر المؤسسة في تكثيف جهودها لتلبية احتياجات المرضى، حيث يوجد حاليًا 145 مريضًا مسجلًا على قوائم الانتظار. ويعد هذا التقدم شاهداً على التزام الدولة بتطوير منظومة الرعاية الصحية وتعزيز برامج زراعة الأعضاء.

إنجازات تاريخية في برنامج زراعة الكلى في قطر

أظهر برنامج زراعة الكلى في قطر تطورًا ملحوظًا خلال العقود الماضية، حيث ارتفعت وتيرة العمليات تدريجيًا. ووفقًا للدكتور محمد القاضي، استشاري أول في أمراض وزراعة الكلى بمؤسسة حمد الطبية، لم يكن عدد العمليات السنوي يتجاوز 20 عملية سابقًا، إلا أنه بعد عام 2016 شهد المجال تقدمًا ملحوظًا، ليصل إلى ما بين 50 و60 عملية سنويًا.

وأبرز القاضي أن نجاح العمليات يستند إلى معايير عالمية، حيث تتجاوز نسبة النجاح 98%، مما يعزز ثقة المرضى في الخدمات المقدمة. وتشمل الإنجازات إدخال تقنيات جديدة، بما في ذلك زراعة كلى من متبرعين متوفين وتقنيات مبتكرة للتعامل مع حالات فصائل الدم غير المتطابقة، حيث أُجريت 6 عمليات ناجحة في هذا الإطار منذ عام 2019.

التقنيات المتقدمة في زراعة الكلى

على مدار السنوات الأخيرة، أدخلت مؤسسة حمد تقنيات متطورة لتحسين معدلات النجاح وتقليل مضاعفات العمليات. ومن أبرز الابتكارات:

• الزراعة من فصائل دم غير متطابقة: حيث يتم تحضير المريض مسبقًا لتنقية الدم من الأجسام المضادة.
• تقليل الأجسام المضادة لأنسجة المتبرع: برنامج أُطلق في عام 2023، وتم من خلاله إجراء 4 عمليات معقدة بنجاح.
• الجراحة الروبوتية: وهي مخصصة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة، حيث أُجريت أول الجراحات في هذا المجال عام 2024.

ويؤكد الدكتور القاضي أن هذه الخيارات تعكس مدى التقدم الطبي الكبير، حيث ساهمت في توسيع عدد المرضى المستفيدين وتقليل المضاعفات.

مراكز متخصصة وخطط مستقبلية واعدة

تدير مؤسسة حمد الطبية 8 مراكز لغسيل الكلى، 5 منها مستقلة و3 مدمجة في مستشفيات كبرى. كما يتردد 1022 مريضًا على 14 عيادة لمتابعة حالتهم الصحية بعد عمليات زراعة الكلى.

ويعكس الدعم الحكومي السخي، الذي يشمل تقديم أحدث الأجهزة والتقنيات، رغبة قطر في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال. وقد سجل أكثر من 500 ألف شخص أسماءهم كمتبرعين بالأعضاء ضمن برنامج «هبة»، مما يعكس وعي المجتمع القطري بأهمية التبرع بالأعضاء.

ويتطلع القائمون على البرنامج لمستقبل أكثر إشراقًا، يتضمن زيادة عدد العمليات وتقليص قوائم الانتظار، مع مواصلة تحسين الخدمات الطبية عبر جذب الكوادر المتخصصة وتوظيف أحدث التقنيات الطبية.