سيغنال غيت تثير الجدل في واشنطن.. مطالب باستقالة كبار المسؤولين – فكرة وي

في فضيحة أمنية غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، أثير جدل واسع حول تسريب معلومات عسكرية سرية عبر منصة المراسلة الفورية “سيغنال”. الفضيحة، التي تعرف الآن باسم “سيغنال غيت”، ترتبط بخطة هجوم أمريكي على مليشيات الحوثي في اليمن، وتشمل تورط مسؤولين رفيعي المستوى، بينهم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف.

الخطأ الأمني في “سيغنال غيت” يكشف عن انتهاك خطير

تفاصيل القضية تعود إلى خطأ ارتكبه مستشار الأمن القومي مايك والتز عندما أضاف رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك” جيفري غولدبرغ إلى دردشة جماعية على تطبيق “سيغنال”. المناقشات شملت معلومات حساسة عن توقيت وأهداف الهجوم العسكري المرتقب. وبحسب تقرير غولدبرغ، الذي نشر لاحقاً تفاصيل المحادثة، شملت التسريبات خططاً تشغيلية مثل توقيت إطلاق طائرات F-18 وصواريخ توماهوك وعدد الطائرات المسيرة المستخدمة.

وفقاً لمجلة “فورين بوليسي”، تعتبر هذه الفضيحة “واحدة من أخطر انتهاكات الأمن القومي الأمريكي في التاريخ الحديث”. بينما حاول البيت الأبيض التخفيف من أضرار الحادث، أثارت القضية موجة من الاستياء داخل الكونغرس.

موقف المسؤولين المتورطين بعد فضيحة “سيغنال غيت”

رغم تصاعد الانتقادات، أصر بعض المسؤولين على التقليل من أهمية الحادث. غابارد نفت أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مشاركة أي معلومات سرية في المحادثة. في المقابل، تحمل والتز المسؤولية العلنية عن الخطأ لكنه نفى أي تواصل مسبق مع الصحفي غولدبرغ. ومع ذلك، غاب كل من والتر وهيغسث عن جلسة استماع مهمة عقدت بعد الفضيحة.

لكن على الجانب الآخر، دعا نواب ديمقراطيون مثل السيناتور مارك وارنر والنائب جيسون كرو إلى استقالة المسؤولين المتورطين، مؤكدين أن هذا النوع من الأخطاء الأمنية “غير مقبول” و”يجب أن تُعالج بعواقب صارمة لمنع تكرارها”.

ما هي التبعات السياسية والأمنية لفضيحة التسريب؟

استناداً إلى القوانين الأمريكية، مثل دليل البنتاغون للتصنيف، تُعتبر العمليات العسكرية معلومات سرية للغاية، مما يجعل التسريب خرقاً خطيراً للأمن القومي. الفضيحة ألقت بظلالها على المناقشات السياسية والأمنية في واشنطن، لا سيما في ظل استياء الرأي العام وتزايد الشكوك في كفاءة إدارة الأمن القومي.

الدعوات للإصلاح الأمني أصبحت أكثر إلحاحاً، حيث يطالب المشرعون بإعادة تقييم سياسات مشاركة المعلومات السرية وبناء نظم تضمن سلامة الاتصالات بين المسؤولين. التحديات التي أفرزتها “سيغنال غيت” تسلط الضوء على ضرورة تعزيز التدابير الأمنية لضمان حماية أسرار الدولة في عصر التحول الرقمي المتسارع.