ذكرى تحرير عدن: ملحمة بطولية تخلّد تضحيات الشهداء وشجاعة الأبطال

في الذكرى العاشرة لتحرير عدن، الملحمة البطولية التي سُجلت ضمن أحداث عاصفة الحزم بمشاركةٍ فعّالة من قوات الإمارات المسلحة والمقاومة الجنوبية، يتجدد الحديث عن تضحيات الأبطال ودماء الشهداء التي خطّت بذلك نصراً تاريخياً. الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أكد أهمية هذه الذكرى، التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، في تدوينة حظيت بتفاعل واسع.

الدور المحوري للإمارات في تحرير عدن

تأتي ذكرى تحرير عدن لتسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات الإمارات المسلحة في إطار عاصفة الحزم، حيث لعبت الإمارات دوراً حاسماً في دعم الشرعية وإعادة الاستقرار لليمن. ففي يوليو 2015، وبفضل قيادة محكمة وتنسيق عسكري دقيق، تم تحرير عدن من مليشيات الحوثي، لتصبح أولى المدن اليمنية التي تستعيد سيادتها بشكل كامل، مما أكد رؤية الإمارات الاستراتيجية في المنطقة ودورها البناء في دعم الشرعية.

وفقاً لبيانات رسمية، شاركت الإمارات بقوة جوية وبرية كبيرة، ساهمت بشكل فاعل في تنفيذ الخطة العسكرية لتحرير المدينة وتأمينها. وقدمت القوات الإماراتية حينها دعماً لوجستياً وتدريبياً كبيراً للمقاومة الجنوبية، لتعزيز قدراتها على مواجهة التحديات الأمنية.

التضحيات التي لا تُنسى

تظل ذكرى تحرير عدن شاهداً على التضحيات التي قدّمها الشهداء الإماراتيون إلى جانب أبطال المقاومة اليمنية. وكما أكد الدكتور أنور قرقاش، فإن هذه الذكرى ليست مجرد حدثٍ عابر، بل محطة تُروى فيها بطولات الرجال الذين دافعوا عن الحق إلى آخر قطرة دم. في نفس السياق، استذكر الشعب اليمني والإماراتي مواقف هؤلاء الجنود في معارك اتسمت بالصعوبة والتحديات الكبيرة.

للإشارة إلى الأرقام التي تدعم عمق هذه التضحيات، فإن عدد الشهداء الذين شاركوا في تحرير عدن يفوق العشرات، وهم يمثلون رمزاً للتضحية والشجاعة، ما يجعل هذه الذكرى خالدةً في الوجدان.

إرث تحرير عدن ومستقبل العلاقات الإماراتية اليمنية

تحرير عدن لم يكن مجرد انتصار عسكري فحسب، بل نقطة تحول في مسار العلاقات الإماراتية اليمنية. لقد أثمر هذا النصر تعميق العلاقات بين البلدين، حيث ساهمت الإمارات أيضاً في جهود إعادة الإعمار في عدن، من خلال مشاريع تنموية ضخمة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية.

اليوم، تستمر الإمارات بدعمها لليمن في مختلف المجالات، مؤكدة على التزامها بثوابتها الإنسانية والسياسية. ذكرى تحرير عدن لا تسلط الضوء فقط على الماضي، بل تحفّز الجميع لتعزيز روح التضامن والبناء من أجل مستقبل أفضل.