زبيد.. مليشيا الحوثي تختطف الباحث والمؤرخ عرفات الحضرمي بعد اقتحام منزله

في تصعيد جديد يهدد الموروث الثقافي والتاريخي لليمن، أقدمت مليشيا الحوثي المسلحة على اقتحام منزل الباحث والمؤرخ عرفات عبدالرحمن الحضرمي، مدير مكتب المخطوطات في مدينة زبيد التاريخية جنوب الحديدة. العملية تمت صباح الأربعاء، حيث اقتيد الحضرمي إلى جهة مجهولة دون توضيح الأسباب، مما أثار استنكاراً واسعاً لدى الأوساط المحلية والحقوقية.

مليشيا الحوثي تستهدف الباحث عرفات الحضرمي في زبيد

تعتبر حادثة اختطاف الباحث عرفات عبدالرحمن الحضرمي ضربة جديدة للمجتمع الأكاديمي والثقافي في اليمن. ويُعرف الحضرمي بدوره البارز في توثيق وحماية المخطوطات التاريخية لمدينة زبيد، التي تعد من المواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي. وفقاً لمصادر محلية وحقوقية، فإن عناصر المليشيا اقتحمت منزله في وضح النهار، واعتقلت الباحث دون تقديم أي مبررات قانونية.

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الحضرمي للاختطاف، حيث سبق أن قامت الجماعة الحوثية باعتقاله في أغسطس 2018، في استهداف صارخ يهدف إلى تكميم الأفواه وقمع الأصوات المدافعة عن الذاكرة الثقافية والتاريخية لليمن.

زبيد تحت التهديد: تراث عالمي في دائرة الخطر

مدينة زبيد، التي تعتبر واحدة من أبرز مدن التاريخ الإسلامي والثقافة العربية، تواجه تحديات حقيقية مع استمرار الانتهاكات الحوثية. وفقاً لتقارير منظمة اليونسكو، تضم المدينة أكثر من 500 موقع تاريخي وثقافي، بما في ذلك أكبر مكتبة للمخطوطات التاريخية في اليمن. اعتقال شخصية بحجم الحضرمي يسلط الضوء على المخاطر التي تهدد التراث التاريخي والعلمي في المدينة.

تتزايد المخاوف من أن تتكرر حوادث جديدة تتسبب في إلحاق أذى مباشر بهذا التراث، الذي يحتاج إلى حماية عاجلة من قبل المجتمع الدولي، وخاصة في ظل استمرار مليشيا الحوثي في استهداف الشخصيات المؤثرة ودورهم الثقافي.

دعوات حقوقية ودولية للإفراج عن عرفات الحضرمي

وسط تصاعد القلق المحلي والدولي، دعت منظمات حقوقية إلى الإفراج الفوري عن الباحث والمؤرخ عرفات الحضرمي. وأكدت جهات دولية أن هذه الانتهاكات تمثل تصعيداً خطيراً ضد الأوساط الثقافية والتعليمية في اليمن.

وفيما يلي أبرز المطالب التي تقدمت بها تلك الجهات:

  • الإفراج الفوري وغير المشروط عن عرفات الحضرمي.
  • وقف استهداف العاملين في القطاعات الثقافية والعلمية.
  • تأمين حماية دولية للتراث الثقافي في المدن اليمنية، خاصة زبيد.

لا تزال جريمة اختطاف عرفات الحضرمي تجسّد معاناة العلماء والمثقفين في اليمن، مما يتطلب حراكاً دولياً قوياً وحاسماً للحفاظ على الموروث التاريخي والإنساني لهذا البلد المكلوم.