الإخفاق يعيد مدرب المنتخب العراقي إلى دائرة التساؤلات.. ما التفاصيل؟

تكتنف مهمة اختيار مدرب جديد للمنتخب العراقي تحديات عديدة تجسّد تعقيد المشهد الرياضي في البلاد، لا سيما مع تبعات إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس بعد الخسارة الأخيرة أمام المنتخب الفلسطيني بنتيجة 2-1 ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026. هذه الخسارة جاءت لتفاقم أزمات الكرة العراقية، مما يثير تساؤلات حول قدرة الاتحاد العراقي على إنقاذ “أسود الرافدين” من دوامة الإخفاقات.

الأزمات الإدارية للاتحاد تؤثر على أداء المنتخب العراقي

يشير خبراء ومحللون إلى أن الأزمات الإدارية داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم تلعب دوراً محورياً في تدهور أداء منتخبات البلاد. المدرب أمين فيليب وصف الاتحاد العراقي بأنه جزء من المشكلة، مشيراً إلى أن المحسوبيات والعلاقات الشخصية تتحكم في اختيار المدربين بدلاً من اعتماد معايير الكفاءة. واعتبر فيليب أن دمار الكرة العراقية يعود إلى انعدام التخطيط واعتماد أساليب قديمة، وهي تحديات قد تقف عائقاً أمام تحسين أداء المنتخب العراقي.

الاتحاد العراقي برئاسة عدنان درجال يواجه انتقادات لاذعة من جهات عدة بسبب قراراته، وأبرزها منح الثقة للمدرب خيسوس كاساس رغم النتائج السلبية. وفي ظل وجود معارضة داخل الوسط الرياضي، يُطرح تساؤل محوري: متى تتحقق إصلاحات جذرية لإعادة الحياة لكرة القدم العراقية؟

نتائج متعثرة تُعقد المشهد أمام المنتخب العراقي

الخسارة من فلسطين لم تكن مجرد نتيجة عادية، بل سلّطت الضوء على تحديات المنتخب العراقي التي تتجاوز المستطيل الأخضر. المنتخب بات يحتل المركز الثالث في ترتيب المجموعة الثانية برصيد 12 نقطة، خلف الأردن الوصيف (13 نقطة) وكوريا الجنوبية المتصدر (16 نقطة). يمكن اعتبار هذه الوضعية بمثابة إنذار للاتحاد العراقي بضرورة اتخاذ قرارات جريئة لتحسين وضع الفريق.

إن الفوضى المحيطة بإدارة اللعبة تنعكس مباشرة على شكل المنتخب الذي يخوض مواجهات مفصلية في تصفيات كأس العالم. ومع غياب رؤية واضحة أو خطة فعالة، يبدو أن التحديات ستظل قائمة ما لم يتم اتخاذ خطوات قوية وقائمة على الشفافية والكفاءة.

انتخابات الاتحاد العراقي.. فرصة للتغيير؟

مع اقتراب انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم في أغسطس المقبل، يرى مراقبون أن هذه الانتخابات قد تكون فرصة ذهبية لإحداث التغيير المطلوب. يتزايد الحديث عن ضرورة استبدال الأسماء الحالية بأخرى تمتلك الكفاءة الإدارية والخبرة الفنية اللازمة لإنقاذ الكرة العراقية من مصير مجهول.

نتائج المنتخب الوطني غالباً ما تمثّل مقياس نجاح الاتحاد، لكن مع أداء الفريق المتراجع وفرصه المتضائلة، تبدو مهمة الاتحاد العراقي الحالية في إعادة كسب ثقة الجماهير مهمة شبه مستحيلة. وبعيداً عن النتائج، يبرز التساؤل الأهم: هل تستطيع الانتخابات المقبلة أن تفرز قيادة جديدة قادرة على بناء مستقبل أفضل للكرة العراقية؟

يبدو أن الوقت قد حان للقيام بمراجعة شاملة للمنظومة الكروية العراقية، مع التركيز على بناء إستراتيجية طويلة الأمد تُعيد لكرة القدم العراقية مجدها المفقود.