ارتفاع أسعار السيارات بشكل كبير متوقع بعد فرض تعريفة ترامب الجديدة

في ظل قرارات جديدة تهدد قطاع صناعة السيارات، تواجه الأسواق الأمريكية احتمال ارتفاع كبير في أسعار المركبات الجديدة نتيجة فرض الحكومة الأمريكية رسوماً جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة. هذا الإجراء قد يضيف آلاف الدولارات إلى تكلفة السيارات المستوردة من دول أساسية مثل المكسيك وكندا، مما قد يؤثر على حجم الإنتاج، المبيعات، والوظائف بشكل واسع في الولايات المتحدة.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار السيارات في الولايات المتحدة

تشير تقديرات شركة “كوكس أوتوموتيف” البحثية إلى أن التعريفة الجمركية الجديدة قد ترفع تكلفة السيارة المستوردة من المكسيك أو كندا بحوالي 6,000 دولار لكل مركبة، مما يجعل قرار الشراء أكثر تعقيداً بالنسبة للمستهلكين. إلى جانب المكسيك وكندا، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على استيراد السيارات من دول أخرى مثل اليابان وكوريا الجنوبية، فضلاً عن بعض السيارات التي تصل من أوروبا، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا.

وبحسب جوناثان سموك، كبير الاقتصاديين في “كوكس أوتوموتيف”، فإن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى انخفاض الطلب، مما يضطر الشركات المصنعة إلى تقليل الإنتاج بنسبة تصل إلى 30%. ويتوقع سموك أن يشهد قطاع السيارات الأمريكي أزمة حادة، تبدأ بانخفاض الإنتاج بمقدار 20,000 سيارة أسبوعياً، وصولاً إلى نقص في العرض وارتفاع واسع في الأسعار بحلول منتصف أبريل.

تداعيات الرسوم الجمركية على سوق العمل الأمريكي

بالإضافة إلى تأثيرات الرسوم على المستهلكين، فإن التداعيات تمتد للأيدي العاملة في أمريكا. وفقاً لمكتب إحصاءات العمل، يعمل نحو مليون شخص في الولايات المتحدة في قطاع تصنيع السيارات وقطع الغيار، بينما يستوعب قطاع الوكالات والمبيعات حوالي مليوني موظف آخرين. ومع احتمالية خفض الإنتاج، قد تواجه الشركات المصنعة تسريحاً كبيراً للعمال، وقد تضطر الوكالات إلى تقليص الوظائف إذا تراجعت المبيعات نتيجة ارتفاع الأسعار.

انعكاسات شاملة على سوق السيارات الأمريكية

من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى تغييرات واسعة في قطاع السيارات الأمريكي تطال:

• ارتفاع حاد في الأسعار، مما قد يحد من قدرة الناس على شراء سيارات جديدة.
• انخفاض ملحوظ في الإنتاج، مما يضع ضغطاً كبيراً على استمرارية تشغيل المصانع بكامل طاقتها.
• زيادة التسريحات الوظيفية في كل من المصانع ووكالات البيع.

وبينما تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيق مكاسب اقتصادية عبر فرض هذه الرسوم، تشير التحليلات إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تضييق هامش الخيارات أمام المستهلك الأمريكي، وربما تعيد رسم خريطة الصناعة والتجارة في قطاع السيارات على المدى الطويل. الساحة تبدو مهيأة لمزيد من التحديات الاقتصادية، خاصة إذا استمرت حالة عدم اليقين والتوتر التجاري.