ارتفاع أسعار الذهب بعد فرض ترامب رسومًا على واردات السيارات إلى أمريكا

شهدت أسعار الذهب اليوم الخميس ارتفاعاً ملحوظاً في تداولات السوق الآسيوية، مدفوعة بإقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات السيارات. هذا القرار يمثل تصعيداً جديداً في الأجندة التجارية الأمريكية، وهو ما أثار قلق الأسواق العالمية وسط توقعات بتأثيراته الاقتصادية المستقبلية.

ارتفاع أسعار الذهب مدعوم بالطلب على الملاذ الآمن

سجلت أسعار الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,032.21 دولار للأونصة، وفقاً لتقرير “إنفستنج”. في الوقت ذاته، ارتفعت العقود الآجلة للذهب التي ستنتهي في مايو إلى 3,067.42 دولار للأونصة، محققة زيادة قدرها 0.5%. هذا الاتجاه الصعودي يعكس بحث المستثمرين عن أصول آمنة في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على الأسواق بسبب السياسات التجارية.

الرسوم الجمركية المقررة، التي سيبدأ تطبيقها في 2 أبريل، دفعت إلى تقلبات حادة في أسواق الأسهم، حيث تعرضت وول ستريت والأسواق الآسيوية إلى خسائر ملموسة. الأمر الذي عزز الإقبال على الذهب باعتباره ملاذاً استثمارياً آمناً، خاصة مع تزايد المخاوف الاقتصادية الناجمة عن هذا الإجراء.

تداعيات الرسوم الجمركية على الأسواق العالمية

القرار الأخير بفرض رسوم جمركية على السيارات لم يؤثر فقط على قطاع السيارات بل أشعل مخاوف عالمية بشأن التضخم وارتفاع الأسعار. تشير التقديرات إلى أن هذا القرار سيطال الاقتصادات الكبرى مثل اليابان، أوروبا، وكوريا الجنوبية، كما يتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع تكلفة السيارات الأمريكية. هذا الارتفاع قد يسهم بدوره في زيادة معدلات التضخم، ويؤثر على الأداء الاقتصادي العام.

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات متباينة. فقد انخفضت العقود الآجلة للبلاتين بنسبة 0.1% لتصل إلى 968.20 دولار للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.4% مسجلة 34.345 دولار للأونصة.

اتجاهات المعادن الصناعية في ظل الأزمات التجارية

لم يكن تأثير الرسوم الجمركية محدوداً على المعادن الثمينة فحسب، بل امتد أيضاً إلى المعادن الصناعية وعلى رأسها النحاس. في بورصة لندن للمعادن، ارتفعت العقود الآجلة للنحاس بنسبة 0.4% لتسجل 9,969.20 دولار للطن، بينما ارتفعت عقود النحاس في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% إلى 5.2485 دولار للرطل.

هذا الارتفاع يعكس توقعات بتقلص الإمدادات بفعل القيود التجارية، حيث أصبح المستثمرون يعيدون تقييم حجم المعروض من الموارد الخام في ظل فرض رسوم جمركية محتملة على واردات النحاس.

في خضم هذه الأجواء المضطربة وغير المستقرة، يظل الذهب الملاذ الآمن للمستثمرين في وقت تتزايد فيه المخاطر الاقتصادية والتجارية العالمية.