ظاهرة التنمر: ندوة توعوية في نوعية طنطا لمناقشة خطورتها وطرق مواجهتها

في خطوة تهدف إلى التصدي لظاهرة تتزايد تأثيراتها السلبية في المجتمع، نظّمت كلية التربية النوعية بجامعة طنطا ندوة توعوية بعنوان “ظاهرة التنمر وخطورتها وسبل مواجهتها”. شهدت الندوة مناقشة شاملة لأسباب وأبعاد الظاهرة من مختلف الزوايا الأكاديمية والنفسية والاجتماعية، وطرح استراتيجيات عملية لمكافحتها وتعزيز القيم الأخلاقية داخل المجتمع الجامعي.

أبعاد ظاهرة التنمر وتأثيرها النفسي والاجتماعي

استعرضت الندوة تعريف التنمر كظاهرة اجتماعية عدوانية يمكن أن تنعكس سلباً على ضحاياها بشكل نفسي وجسدي، خاصة في البيئات التعليمية. وأشارت المحاضِرة الدكتورة نجلاء فاروق الحلبي إلى انتشار التنمر في أشكال متعددة مثل التنمر اللفظي، الجسدي، وحتى الإلكتروني. وبيّنت الدراسات التي عُرضت خلال الندوة ارتفاع معدلات التنمر، حيث أظهرت دراسة حديثة أن 37% من الطلاب يتعرضون للتنمر بأشكاله المختلفة، مما يجعل التدخل السريع أمرًا ضروريًا.

تناولت النقاشات أيضًا تداعيات التنمر النفسية والاجتماعية مثل ضعف الثقة بالنفس، الانعزال، وتأثيره السلبي على الأداء الدراسي. وركزت على أهمية دور المجتمع والمؤسسات التعليمية في تقديم الدعم النفسي وتعزيز القوانين الداعمة لحماية الطلاب.

التنمر الإلكتروني: نحو مواجهة أخطر أشكال الظاهرة

تميزت الندوة بتسليط الضوء على التنمر الإلكتروني، الذي بات ينتشر بسرعة مع اعتماد الأجيال الشابة على وسائل التواصل الاجتماعي. حذّرت الدكتورة أميرة صابر من خطورة هذا النوع كونه يخترق الخصوصية وينتشر بشكل يصعب التحكم فيه. وأكدت على دور التوعية التكنولوجية في حماية الشباب من الوقوع ضحايا لهذه السلوكيات.

وأوصت الندوة بتفعيل عدة خطوات لتقليل انتشار التنمر الإلكتروني، منها:

  • تقديم برامج تدريبية للطلاب تُعرّفهم بأساليب الاستخدام الآمن للإنترنت.
  • سنّ قوانين لحماية الضحايا ومعاقبة المتنمرين عبر الإنترنت.
  • تعزيز الرقابة الأسرية وتوجيه الأبناء في استخدام الأجهزة الرقمية.

رؤية جامعة طنطا لمواجهة التنمر داخل المجتمع الجامعي

حضر الندوة أكثر من ألف طالب، مما يعكس التفاعل الكبير مع القضية وأهميتها. وأكد الدكتور عبد الواحد عطية، أحد المشاركين في الندوة، على الدور الإيجابي للتوعية المستمرة داخل المؤسسات التعليمية. كما دعا الدكتور أحمد بيومي إلى إنشاء وحدات إرشاد نفسي فعالة لمتابعة حالات التنمر وتقديم العلاج اللازم.

اختُتمت الندوة بتأكيد جامعة طنطا على التزامها بمكافحة أي ظاهرة تهدد بيئة التعليم الجامعي. وشكر المنظمون الحضور، مشيرين إلى أهمية التعاون مع قطاعات المجتمع المختلفة لبناء مجتمع جامعي متماسك يدعم القيم الأخلاقية وينبذ السلوكيات السلبية.