الصاع: مقدار زكاة الفطر بالكيل المصري يعادل قدحين .. شاهد التفاصيل

في خطبة الجمعة التي ألقاها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انصب حديثه على أهمية القيم الروحية والإنسانية لشهر رمضان المبارك، وخاصة مكانة العبادة المالية مثل زكاة الفطر. وبيّن هاشم أن هذه الفريضة تمثل طهارة للصائم وطعمة للمساكين، مؤكداً أن قيم التآلف والتراحم هي جوهر الدين الإسلامي، وينبغي علينا الاستمرار فيها حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل.

زكاة الفطر: طهرة الصائم وعطاء للمحتاجين

أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم أن زكاة الفطر فريضة تُخرج على كل مسلم قبل انتهاء رمضان، وبيّن أن مقدارها وفق السنة يبلغ صاعًا من غالب قوت البلد، وهو ما يعادل بالكيل المصري قدحان. وبفضل هذه العبادة المالية، تتحقق طهارة الصائم من أي لغو قد يكون شاب صيامه، كما تُقدَّم يد العون للمحرومين، مما يعكس قوة التآزر الاجتماعي في الإسلام.

وأكد هاشم أن التزام المسلمين بهذا الفرض يُعزز من قيمة العطاء والمشاركة الاجتماعية، وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بأنها “طهرة للصائم وطعمة للمساكين”، مما يشير إلى دورها المزدوج في تطهير النفس وإطعام المحتاج.

قيم التراحم والتآلف في رحاب رمضان

بيّن عضو هيئة كبار العلماء أن رمضان ليس فقط شهر الصيام والعبادات، بل هو شهر يحث على غرس قيم التراحم والتآلف. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد»، داعياً المسلمين إلى تبني هذه القيم، ليس خلال رمضان فقط، بل طوال العام.

كما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود ما يكون في رمضان، حيث كان كرمه وجوده يعم الجميع، مضيفًا أن هذه السلوكيات هي ما ينبغي على الأمة المسلمة الاقتداء بها لتوطيد العلاقات الإنسانية وتحقيق الخير العام.

شهر القرآن والتربية الروحية

اختتم الدكتور أحمد عمر هاشم خطبته بالتأكيد على أن شهر رمضان هو شهر القرآن الذي أنزله الله هداية للعالمين. وأشار إلى أهمية مدارسة القرآن خلال الشهر الفضيل، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارسه مع جبريل عليه السلام. وأضاف أن رمضان يمثل فرصة للتقرب إلى الله عبر تعزيز القيم الروحية والاجتماعية، مما يجعله محطة تغيير إيجابي لكل مسلم.

ويظل التأمل في معاني الشهر الفضيل، بما يحمله من رسائل ودروس، طريقًا يضيء قلوب المسلمين ويوجههم نحو الطريق القويم، مؤكدين على استمرار الخير والتراحم كتقاليد راسخة.