علوش: انقطاع تام بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر” في لبنان

في خطوة جديدة لجذب الأنظار نحو ملف تشكيل الحكومة، أطلق النائب السابق مصطفى علوش تصريحات تحمل أبعادًا سياسية هامة، مودعًا خلالها تحليلًا يتناول تفاصيل العلاقة بين رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، ورئيس الجمهورية، ميشال عون. تعكس هذه التصريحات الجدل المستمر حول العقد السياسية العالقة، خاصة ما يتعلق بـ”العقدة المسيحية”، ما يضيف مزيدًا من الضبابية على مشهد الحكومة المرتقبة.

تشكيل الحكومة: العقدة المسيحية في صلب التحديات

أكد مصطفى علوش أن المهلة التي أعلن عنها سعد الحريري لتشكيل الحكومة جاءت كنتيجة للقاء إيجابي بينه وبين الرئيس ميشال عون. وأشار في تصريحاته الإذاعية إلى أن الأجواء العامة حول هذه المهلة ربما تحمل شيئًا من المبالغة، مشيرًا إلى أن الحلول لا تزال تحتاج وقتًا أطول لتذليل عقبة “العقدة المسيحية”، التي تُعد من أبرز العراقيل أمام التشكيل الحكومي. تأتي هذه المعطيات وسط تفاقم التباينات السياسية التي تؤثر على عملية التوافق داخل الأطراف المعنية.

العلاقة بين الحريري وعون تمنع التصعيد

تطرّق علوش إلى طبيعة العلاقة بين سعد الحريري وميشال عون، واصفًا إياها بأنها مبنية على تجنب التصادم والخصام للوصول إلى حلول مشتركة. واعتبر أن مثل هذا التفاهم، بالرغم من تعقيده، يبقى ضرورة ملحّة للحفاظ على توازن سياسي يمكن أن يشكّل أساسًا لأي توافق مستقبلي. هذه العلاقة تبدو بمثابة حائط صد أمام التصعيد، في وقت تعاني فيه البلاد أزمة سياسية تُضاف إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الحرجة.

غياب الروابط بين المستقبل والتيار الوطني الحر

شدد مصطفى علوش على أنه لا توجد أي روابط بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، معتبرًا أن الصلة الوحيدة بينهما هي التعايش في بلد واحد رغم اختلاف الرؤى حول الملفات الوطنية. وأشار إلى أن هذه الاختلافات في التوجهات تزيد من تعقيد المشهد السياسي الراهن. ومع ذلك، أكد أن تقارب وجهات النظر بين التكتلات الأساسية يظل عاملًا حاسمًا للخروج من الأزمة الراهنة.

يظل تشكيل الحكومة اللبنانية موضوعًا شائكًا ومفتوحًا على احتمالات متعددة. وبينما تستمر المحادثات في محاولة لفكّ عقد هذه العملية، تبقى الأزمات الداخلية والخارجية تحديًا يؤرق البلاد، ما يجعل الوصول إلى توافق سياسي خطوة لا تقبل التأجيل.