مهرجان أبوظبي وأوبرا باريس يحتفلان بنجاح أوبرا “بيلياس وميليساند” لوَجدي معوض

في خطوة تعكس التزام الإمارات برفع مستوى التعاون الثقافي العالمي، اختتم مهرجان أبوظبي وأوبرا باريس الوطنية عروض إنتاجهما المشترك التاريخي لأوبرا “بيلياس وميليساند”، بقيادة المايسترو أنطونيلو ماناكوردا وإخراج وجدي معوض. هذا العمل الذي عُرض لأول مرة في أوبرا الباستيل بباريس استقطب أكثر من 22 ألف مشاهد، ليصبح علامة بارزة في مسيرة الشراكات الثقافية بين العالم العربي والمشهد الفني العالمي.

نجاح أوبرا “بيلياس وميليساند” يُبرز التعاون الإماراتي الفرنسي

تجسد أوبرا “بيلياس وميليساند” إبداعًا منقطع النظير في عالم الأعمال الموسيقية الكلاسيكية، حيث اعتمد إنتاجها على رؤية فنية حديثة أبدعها المخرج اللبناني الكندي وجدي معوض. عُرض هذا العمل الفريد بين 28 فبراير و27 مارس 2025 في أوبرا الباستيل بباريس، ليحصد تفاعلًا واسع النطاق ويصبح متاحًا للبث العالمي عبر منصة “أوبرا بلاي” حتى 20 أبريل المقبل. هذه الشراكة تُعد الأولى من نوعها بين أوبرا عالمية مرموقة ومهرجان ثقافي من الشرق الأوسط، ما يُبرز الدور الرائد لدولة الإمارات في تفعيل الحوار الثقافي والإبداعي عالميًا.

عناصر التميز الإبداعي في الإنتاج المشترك

استطاع مهرجان أبوظبي بالتعاون مع أوبرا باريس الوطنية تقديم تجربة استثنائية بفضل العناصر الإبداعية الفريدة التي جعلت العرض محط إعجاب وإشادة. ومن أبرز المشاركين:

• أنطونيلو ماناكوردا، قائد الأوركسترا الذي أضفى طابعًا موسيقيًا حسيًا.
• وجدي معوض، المخرج الذي تميز برؤية معاصرة للتقاليد الأوبرالية.
• سابين ديفيلهي وهيو مونتاجو ريندال، كثنائي قدم تجربة أداء رائعة.

تحدث الجميع عن النجاح الباهر لتصميم الديكور، الذي قام بتوقيعه إيمانويل كلووس، وكيفية تضافره مع الإضاءة لإبراز الجوانب الرمزية للعمل الفني. كما أكد الحضور أن الأداء الموسيقي والإبداع البصري قد أسهما في جعل هذا الإنتاج تحفة فنية خالدة.

تعزيز العلاقات الثقافية بين الإمارات وفرنسا

لا يقتصر نجاح هذا الإنتاج على الجانب الفني فحسب، بل يعكس أيضًا تطور العلاقات الثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا. وسلط سعادة فهد سعيد الرقباني، سفير الإمارات في فرنسا، الضوء على أهمية هذا التعاون في تعزيز الحوار الثقافي وتوطيد الروابط بين الشعوب. فيما أشاد ألكسندر نيف، مدير أوبرا باريس الوطنية، بدور مهرجان أبوظبي في نقل الإبداع العربي إلى الساحة العالمية.

يجسد هذا الإنتاج ليس فقط رسالة فنية، ولكن أيضًا دور الدبلوماسية الثقافية في بناء علاقات قائمة على التعاون والابتكار. مع استمرار عزم الإمارات على استكشاف آفاق جديدة في الفنون، يبدو أن المستقبل يحمل فرصًا واعدة لمزيد من المشاريع المشتركة، مما يعزز مكانتها كمحور رئيسي في المشهد الثقافي الدولي.