28 رمضان: أحداث ومحطات بارزة شكلّت ملامح التاريخ الإسلامي

يُعد اليوم الثامن والعشرون من شهر رمضان محطة محورية في التاريخ الإسلامي، إذ تميز بمجموعة من الأحداث البارزة التي أثرت في مسيرة الأمة الإسلامية. من فرض زكاة الفطر التي عززت التكافل الاجتماعي إلى الإنجازات السياسية والعسكرية التي أسهمت في توسع الحضارة الإسلامية. في هذا التقرير نسلط الضوء على أهم هذه الأحداث التاريخية التي نقشها هذا اليوم في ذاكرة الإسلام.

زكاة الفطر: دعم الفقراء وتعزيز التكافل الاجتماعي

شهد العام الثاني للهجرة فرض زكاة الفطر كشرع ديني وأخلاقي يعكس روح التعاضد في المجتمع الإسلامي. تأتي هذه الفريضة لتكون طهرة للصائم من الزلات وتكاملاً لأجر الصيام، إلى جانب دورها البارز في سد احتياجات الفقراء يوم عيد الفطر. واللافت أن زكاة الفطر تمثل واحدة من أولى صور العدالة الاجتماعية التي شرعت في الإسلام.

حسب المصادر التاريخية، كانت زكاة الفطر تُخرج صاعًا من طعام أو تمر أو شعير، وأصبح إخراجها في الوقت الحاضر نقدًا شائعًا بما يتناسب مع متطلبات العصر. تسهم زكاة الفطر في إدخال السرور والبهجة على النفوس، خاصة حين يستشعر الفقراء أنهم جزء من احتفالات العيد.

أحداث بارزة في الثامن والعشرين من رمضان

تخلل هذا اليوم العديد من المحطات المفصلية في التاريخ الإسلامي التي شكلت علامة فارقة، منها:

  • زواج النبي (صلى الله عليه وسلم) من زينب بنت خزيمة: لقبّت بأم المساكين لعطفها على الفقراء وكرمها. كان زواجها من الرسول عام 4 هـ علامة فارقة في حياته الأسرية.
  • إسلام وفد ثقيف: في السنة التاسعة للهجرة، جاء حدث إسلام وفد ثقيف ليعزز الوحدة الإسلامية، خاصة بعد سلسلة من الغزوات وانتصارات الدعوة الإسلامية.
  • معركة شذونة: في عام 92 هـ، شهدت هذه المعركة انتصار المسلمين على القوط بقيادة طارق بن زياد، مما مهّد الطريق لفتح الأندلس وازدهار الحضارة الإسلامية هناك لقرون.

هذه الأحداث شكلت انعطافات تاريخية في مسيرة الدعوة الإسلامية، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.

شخصيات وأحداث خلدها التاريخ الإسلامي

مر الثامن والعشرون من رمضان بأحداث مثيرة ارتبطت بشخصيات بارزة. ففي عام 386 هـ، تولى الحاكم بأمر الله الفاطمي خلافة الدولة الفاطمية رغم صغر سنه، محققًا إنجازات سياسية ودينية مثيرة للجدل. كذلك شهد هذا التاريخ وفاة الإمام بهاء الدين الدمشقي (753 هـ)، أحد العلماء البارزين بدمشق. ولا يخفى أيضًا أهمية ذكر الإمام أحمد المقري، مؤلف “نفح الطيب”، الذي غادر إلى المشرق في عام 1027 هـ وتميز بإسهاماته الأدبية والفكرية البارزة.

ختامًا، يشكّل الثامن والعشرون من رمضان فصلًا غنيًا بالدروس والعبر، حيث يبرهن على تنوع الإنجازات الإسلامية في مختلف المجالات، من تشريعات دينية إلى انتصارات عسكرية وتراث ثقافي علمي. تتجدد الذكرى كل عام لتغذي الروح الإسلامية بقيمها الأصيلة التي تحمل رسائل تعاضد وتطوير حضاري.