زكاة الفطر: الشروط الصحيحة وموانع بطلانها كما أوضح الدمسيري

تزامنًا مع اقتراب عيد الفطر المبارك ونهاية أيام شهر رمضان الفضيل، تتوجه الأنظار نحو واحدة من السنن النبيلة التي تحمل بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا عظيمًا، وهي زكاة الفطر. هذه الفريضة الإسلامية التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على المسلمين تأتي لتحقيق هدف مزدوج؛ تطهير الصائم من التقصير الذي قد يكون وقع فيه خلال صيامه، ومد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ليعيشوا يوم العيد بفرح وسعادة. ومع ذلك، تبرز الحاجة للتوعية بأحكامها ومقدارها ووقت إخراجها.

أهمية زكاة الفطر في تحقيق التكافل الاجتماعي

تُعد زكاة الفطر واحدة من الشعائر الإنسانية التي تهدف إلى تعزيز روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع الإسلامي. وقد أكد العلماء، ومن بينهم الشيخ عبد الله الدمسيري، أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا. ويتم إخراجها عن النفس وعن من تلزمه نفقته، لتكون بذلك تجسيدًا عمليًا للقيم الإسلامية التي تدعو إلى رحمة الآخرين وإغاثتهم.

وتُخصص هذه الزكاة للفقراء والمساكين، حيث قال الشيخ الدمسيري: “إن زكاة الفطر وسيلة لإغناء الفقراء يوم العيد، ليحظوا بيوم سعيد ومبتهج خالٍ من الحاجة”. وتعد هذه المبادرات دليلًا حيًا على تكاتف الأمة وتجسيدًا عمليًا للمودة بين أفرادها.

ضوابط مقدار زكاة الفطر والقيمة المحددة لها

تحدد الشريعة الإسلامية مقدار زكاة الفطر على هيئة صاع من غالب قوت البلد، وهو ما يعادل ما بين 2.5 و3 كيلوغرامات من الحبوب، أو ما يوازيها نقدًا وفق رأي بعض العلماء. وبالنسبة لهذا العام، تم تقدير قيمتها النقدية بـ 23 درهمًا للفرد. ويُفضل أن يحرص المسلم على إخراجها من الأنواع التي يستفيد منها المستحقون، مثل الحبوب أو الأرز حسب احتياجات المجتمع المحلي.

كما يعتبر الالتزام بالمقدار المحدد خطوة هامة لضمان وصول الدعم الكافي إلى الفقراء والمساكين، ولتجنب الوقوع في التقصير الذي قد يُفوّت الغاية من هذه الفريضة العظيمة.

وقت ومكان إخراج زكاة الفطر

يتسابق المسلمون لإخراج زكاة الفطر في وقتها الصحيح، حيث يبدأ وقتها من يومين قبل العيد ويُستحب إخراجها قبل صلاة العيد مباشرة. وقد شدد العلماء على ضرورة إخراجها قبل حلول صلاة العيد، إلا إذا توفر عذر شرعي لتأخيرها. أما فيما يخص مكان إخراجها، فتُخرج في البلد الذي يقيم فيه المزكي عند وجوبها، وإن اقتضت الحاجة نقلها إلى بلد آخر في حالات خاصة.

لمن تعطى زكاة الفطر؟ تُخصص للفقراء والمساكين الذين يعانون من شظف العيش، ما يضمن إدخال السرور على قلوبهم يوم العيد. وبهذا تسهم زكاة الفطر في تقوية أواصر المحبة والمساواة بين أفراد المجتمع، لتكون فرحة العيد جامعة للجميع.