هلال شوال يظهر قريبًا.. تفاصيل عاجلة من الفلك حول موعد العيد

يشهد العالم اليوم ظاهرة فلكية استثنائية، حيث يتزامن حدوث كسوف جزئي للشمس مع ميلاد الهلال الجديد، وفقًا لتصريحات الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية. الظاهرة التي تبدأ من غرب إفريقيا وتصل ذروتها في مصر عند الساعة 12:50 ظهرًا، تعد محطة هامة لعلماء الفلك، إذ تتزامن أيضًا مع تحديد بداية شهر شوال، ما يثير جدلًا حول دقة الحسابات الفلكية وإمكانية رؤية الهلال فعليًا.

تفاصيل كسوف الشمس الجزئي ومناطق ظهوره

يبدأ الكسوف الجزئي للشمس في تمام الساعة 10:11 صباحًا بتوقيت القاهرة، حيث تكون دولة المغرب أولى المناطق التي تشهد هذه الظاهرة، تليها أجزاء من غرب أوروبا وشرق الولايات المتحدة. بحسب الدكتور شاكر، سيستمر الكسوف حتى الساعة 2:50 مساءً، بينما يكون ظهوره في مصر عند ذروته في الساعة 12:50 ظهرًا. في هذا التوقيت، يتم ميلاد الهلال الجديد رسميًا، متزامنًا مع لحظة الاقتران التي تحدث في الساعة 1 ظهرًا.

ظواهر فلكية كهذه تقدم للعلماء فرصة نادرة لدراسة حركة الأجرام السماوية، كما تزيد من اهتمام العامة بمتابعة التغيرات الكونية الطبيعية. الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة تُظهر جمال الطبيعة ودقة الحسابات الفلكية التي تتيح التنبؤ بمثل تلك الأحداث بدقة عالية.

أهمية الكسوف الجزئي في تحديد بداية شهر شوال

يرتبط الكسوف الجزئي للشمس هذا العام مباشرة برؤية هلال شهر شوال، الذي يحدد بداية عيد الفطر المبارك. وفقًا لما أوضحه الدكتور شاكر، ستظل مسألة رؤية الهلال موضوعًا حساسًا في بعض الدول، حيث يعتمد البعض على الحسابات الفلكية الدقيقة، بينما تفضل دول أخرى انتظار رؤية الهلال بالعين المجردة قبل اتخاذ القرارات الشرعية. في مصر، يشير الفلكيون إلى أن الهلال سيبقى في السماء لمدة 11 دقيقة فقط بعد غروب الشمس، ما قد يجعل رؤيته صعبة.

فائدة الحسابات الفلكية ودقتها المتناهية

الدكتور شاكر أكد على دقة الحسابات الفلكية المستخدمة في تحديد الظواهر الكونية ومواعيد الشهور القمرية، مشيرًا إلى أن هذه الحسابات أصبحت دقيقة بدرجة كبيرة بفضل التقدم التكنولوجي. مع ذلك، تظل القاعدة الشرعية “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته” هي الأساس الذي يُبنى عليه بداية الشهور العربية، ما يتطلب توافقًا بين العلم والشريعة لضمان اتخاذ القرارات الصحيحة.

يتضح من هذا الحدث كيف يمكن أن تلعب الظواهر الطبيعية دورًا حيويًا في تقريب الفهم بين العلم والدين. ومع زيادة اهتمام الجمهور بإثباتات علمية ملموسة، تبقى الشفافية في الحسابات والقرارات ضرورة لتحقيق التوازن بين الجانبين.