تراجع الأسهم السعودية في رمضان ينهي سلسلة ارتفاع دامت 5 أعوام متتالية

سوق الأسهم السعودية يتراجع في رمضان 2025 بعد خمسة أعوام من المكاسب

أنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها خلال شهر رمضان 2025 على انخفاض ملحوظ بلغ 0.72%، ليستقر المؤشر عند مستوى 12,025 نقطة، في أول أداء سلبي تشهده السوق خلال هذا الشهر الموسمي منذ خمس سنوات. يأتي هذا التراجع بعد سلسلة من المكاسب الإيجابية التي حققتها السوق منذ جائحة كورونا. ويبدو أن بعض العوامل الخارجية، مثل تقلبات أسعار النفط وتراجع السيولة، قد ألقت بظلالها على أداء المؤشر.

تاريخ طويل للأداء الإيجابي في سوق الأسهم السعودية

رغم التراجع الأخير، سجلت سوق الأسهم السعودية تفوقاً ملحوظاً خلال شهر رمضان في معظم الأعوام السابقة. فقد أظهرت الإحصائيات أن المؤشر حقق نمواً في 14 عاماً من أصل آخر 20 عاماً بنسبة نجاح وصلت إلى 70%. على سبيل المثال، تمكن السوق في عام 2017 من تسجيل أفضل أداء برفع المؤشر بنسبة 8%، بينما شهد عام 2008 أسوأ أداء بانخفاض بلغ 15%، بالتزامن مع الأزمة المالية العالمية.

أما في السنوات الحديثة، فقد بلغ متوسط نمو السوق خلال السنوات الأربع الماضية 4.5%، مما جعل تراجع هذا العام مفاجئاً للكثير من المستثمرين. وعلى الرغم من ذلك، شهد الأسبوع الأخير من رمضان 2025 تحسناً نسبياً بنسبة ارتفاع بلغت 2.2%، لكنه لم يكن كافياً لتغيير الاتجاه السلبي العام.

سيولة منخفضة تساهم في تراجع المؤشر العام

شهدت السوق المالية السعودية انخفاضاً واضحاً في السيولة المتداولة خلال رمضان 2025. بلغ إجمالي قيم التداولات 103 مليارات ريال، مقارنة بـ161 مليار ريال في رمضان 2024، ما يمثل انخفاضاً بنسبة 36%. كما انخفض متوسط التداول اليومي إلى 5.1 مليار ريال فقط، مقارنة بـ8.5 مليار ريال خلال العام الماضي، بانخفاض يقدر بـ39%.

يعتقد المحللون أن هذا التراجع في السيولة يعكس توجهاً احترازياً من المستثمرين تجاه المخاطر الناتجة عن تقلبات السوق والعوامل الخارجية، مثل أسعار النفط المتذبذبة.

صعود أسهم محدودة مقابل تراجع جماعي

على صعيد أداء الأسهم، سيطر التراجع على معظم الشركات المدرجة، حيث انخفضت 198 شركة، مقابل ارتفاع 71 شركة فقط. ومن بين الأسهم المتراجعة، كانت “نايس ون” الأكثر خسارة بتراجع بلغ 33%، تلتها “فقيه الطبية” بنسبة 20%، و”سال” بنسبة 19%.

في المقابل، تمكنت شركات قليلة من تحقيق مكاسب إيجابية، أبرزها سهم “مسار”، الذي ارتفع بنسبة 59% بعد إدراجه في السوق، يليه سهم “دار الأركان” بارتفاع 20%، وسهم “اللجين” بنسبة 17%. ومع ذلك، فإن هذه المكاسب لم تكن كافية لتعويض التراجع الكبير الذي هيمن على السوق ككل.

مستقبل السوق: هل يمثل رمضان 2025 نقطة تحول؟

يبقى السؤال قائماً بين المستثمرين والخبراء: هل تراجع السوق في رمضان 2025 مجرد حدث عارض، أم يعكس تحولاً هيكلياً في أداء البورصة خلال هذه الفترة الموسمية؟ ومع استمرار التأثيرات الخارجية مثل تذبذب أسعار النفط وتباطؤ السيولة، سيكون من المهم مراقبة الأشهر المقبلة لمعرفة ما إذا كانت السوق قادرة على استعاده زخمها التاريخي أو مواجهة صعوبات جديدة.

الوسوم: الأسهم السعودية، سوق الأسهم، البورصة السعودية، رمضان 2025، أداء السوق السعودي.