مستنقع يبتلع مدرعة أميركية ويودي بحياة 4 جنود اختناقًا!

تواصل السلطات الليتوانية والجيش الأميركي جهود البحث عن المدرعة العسكرية الأميركية التي غرقت منذ أسبوع في مستنقع بمنطقة “بابراد” بليتوانيا، ما أسفر عن وفاة أربعة جنود أميركيين كانوا على متنها. وبينما تتسم العملية بالتعقيد والصعوبة بسبب طبيعة التضاريس الموحلة، يواجه فريق الإنقاذ تحديات هندسية مكثفة لتجفيف المنطقة وانتشال المركبة والجنود.

تفاصيل حادثة غرق المدرعة الأميركية في ليتوانيا

غرقت المدرعة العسكرية من طراز “M88 Recovery Vehicle” أثناء إجراء مهمة تدريبية لاستعادة مركبة أخرى بمنطقة شديدة الرطوبة. المدرعة، التي يصل وزنها إلى 70 طنًا، استقرت على عمق 4 أمتار تحت الطين، حيث تأكد مصرع الجنود الأربعة بسبب الاختناق بينما لا تزال جثثهم مفقودة.

رغم جهود فرق الإنقاذ المتواصلة، بما في ذلك استخدام رافعات ضخمة ومضخات قوية مع تصريف المياه باستخدام 30 طنًا من الحصى، تبقى العملية شاقة. فالمنطقة المحيطة بالموقع عبارة عن مستنقع شديد الرطوبة لا يحتمل وزن المعدات الثقيلة من دون تحسينات هندسية إضافية. وأوضح الجيش الأميركي أن تسرب المياه الجوفية يمثل تحدياً بارزاً يبطئ تقدم العمليات.

الدعم الدولي في عملية انتشال المدرعة الأميركية

للتغلب على صعوبة المهمة، جلب الجيش الأميركي فرق غوص من البحرية الأميركية المتمركزة في إسبانيا، في حين عرضت القوات المسلحة البولندية توفير مهندسين ومعدات ثقيلة تدعمها قوة عمل تضم 150 فردًا. قائد الفرقة المدرعة الأولى في الجيش الأميركي، اللواء كيرتس تيلور، أكد أن العملية معقدة وستتطلب وقتاً طويلاً لإنجازها، مضيفًا أن الأولوية القصوى هي استعادة جثث الجنود وتوفير التفسير الكامل للحادث.

من جانبه، أعرب قائد الجيش الليتواني، ريمونداس فايكشنوراس، عن أمله في استكمال عملية انتشال الجنود والمعدات قريباً، مشيراً إلى أن المنطقة تحتوي على كميات هائلة من الوحل والطين الذي يصعّب الحركة واستخدام المعدات بشكل مباشر. إلى جانب ذلك، بدأت التحقيقات الرسمية لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الحادث.

موقع الحادث وتوترات المنطقة

وقع الحادث بالقرب من بلدة “بابراد”، على بعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود مع بيلاروسيا، وهو ما يُعقد عملية البحث بسبب ارتباط الموقع بتضاريس جغرافية حساسة. تتزامن هذه الأحداث مع مناورات تدريبية مشتركة بين القوات الأميركية والليتوانية تستهدف تعزيز الكفاءة العملياتية في ظل التوترات المتصاعدة بشرق أوروبا.

بينما تواصل الفرق المعنية جهود الإنقاذ، تبرز هذه الحادثة كمؤشر على التحديات الميدانية التي تواجه الجيوش العاملة في بيئات غير مأهولة، ما يستدعي خططًا أفضل لمواجهة المخاطر المرتبطة بعمليات مشابهة مستقبلاً.