مليارديرات الذكاء الاصطناعي: 29 مؤسساً يجنون ثروات بقيمة 71 مليار دولار!

في سلسلة من التطورات الاقتصادية التي تلفت الأنظار، برز جيل جديد من مليارديرات الذكاء الاصطناعي على الساحة العالمية، محققين ثروات تجاوزت التوقعات في فترة زمنية قصيرة للغاية. ووفقاً لتقرير حديث من شبكة “بلومبيرغ”، فإن 29 مؤسساً في هذا المجال يمتلكون حالياً ثروات مجتمعة بقيمة تصل إلى 71 مليار دولار. هذه الشخصيات الناشئة، بقيادة مبتكري الشركات التقنية الصاعدة، تُعد نتاجاً لثورة تكنولوجية تشهد تقدماً سريعاً يفتح آفاقاً اقتصادية مذهلة.

طفرة الذكاء الاصطناعي ترفع التقديرات المالية للشركات

أصبحت شركات مثل “أوبن إيه آي” (OpenAI) و”أنثروبيك” (Anthropic) و”سايف سوبر إنتليجنس” (Safe Superintelligence) محور اهتمام المستثمرين العالميين، حيث تجاوزت بعض هذه الشركات قيمتها السوقية مليارات الدولارات. مثلاً، يُقدَّر تقييم “أوبن إيه آي” حالياً بـ300 مليار دولار، بعد عامين من إطلاقها لأداة “تشات جي بي تي” (ChatGPT). وفي السياق ذاته، حققت “أنثروبيك” تقييمًا يبلغ 61.5 مليار دولار، مع جمع تمويلات ضخمة عززت مكانتها كشركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما حول مؤسسيها إلى مليارديرات.

القفزات الاقتصادية كانت سريعة لدرجة أنها دفعت خبراء مثل ريك جوردون من “سيتيزنز برايفت ويلث” (Citizens Private Wealth) إلى التأكيد على أن “ما يحدث في مجال الذكاء الاصطناعي يجري بوتيرة غير مسبوقة، حيث استطاعت العديد من الشركات تحقيق النجاح بين عشية وضحاها”.

مليارديرات الذكاء الاصطناعي وقائمة الشركات الصاعدة

تشير التقديرات إلى أن 15 مؤسساً من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة يمتلكون مجتمعين حصصاً تصل قيمتها إلى 38 مليار دولار. وفيما يلي قائمة لبعض الشركات التي ساهمت في تكوين هذه الثروات:

  • شركة “أنيسفير” (Anysphere) التي تأسست عام 2022 وحققت تقييمًا بلغ 10 مليارات دولار.
  • “كورويف” (CoreWeave)، التي بدأت كشركة تعدين للعملات المشفرة قبل تحولها إلى الذكاء الاصطناعي، وقُدرت قيمتها بـ23 مليار دولار.
  • “فيغر إيه آي” (Figure AI)، التي تهدف إلى تطوير روبوتات بشرية مدعمة بالذكاء الاصطناعي، بتقييم يقترب من 39.5 مليار دولار.

في ذات السياق، أوضحت تقارير “بلومبيرغ” أن بعض الشركات الأخرى مثل “بيربليكسيتي” (Perplexity) و”ثينكينغ ماشينز لاب” (Thinking Machines Lab) تعمل على تطوير تقنيات مبتكرة، ما دفعها للحصول على تمويلات ضخمة وتعزيز قيمتها السوقية بشكل كبير.

تحديات تحيط بالنمو السريع لمليارديرات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الأرقام المثيرة للإعجاب، فإن هناك تحديات تواجه هذه الشركات، أبرزها الافتقار إلى الإيرادات المستدامة في بعض الحالات، فضلاً عن التقييمات المتضخمة التي قد تتعرض لتداعيات في حال حدوث أي أزمات اقتصادية عالمية. مثلاً، خفّضت شركة “كورويف” تقييمها أثناء طرحها العام الأولي من 35 مليار دولار إلى 23 مليار دولار فقط.

وفي هذا الصدد، صرّح خبراء بأن “اقتصاد الذكاء الاصطناعي لا يزال محفوفًا بالمخاطر”، حيث إن العديد من الأصول والقيم المسجلة “لا تزال حبرًا على الورق”، ما يجعل مستقبل هذا القطاع مرتبطًا بقدرته على تقديم حلول مستدامة وطويلة الأجل.

مع انضمام أسماء جديدة يومياً إلى قائمة مليارديرات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الثورة الاقتصادية المرتبطة بهذا المجال لا تزال في بداياتها، مع وعود بتحولات جذرية في مستقبل التكنولوجيا والاقتصاد العالمي بشكل عام.