بعد رحيل الأنبا باخوميوس اليوم.. موعد جنازة شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

في وداع مؤثر يشهده الأقباط ومحبو الكنيسة القبطية، رحل الأنبا باخوميوس، شيخ مطارنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، عن عمر ناهز 90 عامًا. المشهد يتسم بالحزن العميق والتقدير لمسيرة هذا الراعي الأمين الذي كرّس حياته للخدمة والعطاء طوال عقود، تاركًا إرثًا غنيًا من المحبة والإيمان.

وداع الأنبا باخوميوس: محطة أخيرة في مسيرة مشرقة

وسط أجواء مهيبة وحضور كبير من رجال الدين والمحبين، تقام اليوم صلوات تجنيز الراحل الأنبا باخوميوس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. قداسة البابا تواضروس الثاني، إلى جانب لفيف من الآباء المطارنة والأساقفة والشمامسة، يشهدون مراسم الوداع التي تبدأ في الثالثة عصرًا.

بعد انتهاء الصلوات، يُنقل الجثمان الكريم إلى مدينة دمنهور، حيث يُوضع في كنيسة القديس مار مرقس الرسول لإتاحة الفرصة أمام المحبين لإلقاء نظرة أخيرة. ثم تُستأنف الفعاليات يوم الاثنين، بصلاة القداس الإلهي، وأخيرًا يوارى الجثمان في دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي في مراسم دفن مؤثرة.

الأنبا باخوميوس: مسيرة حافلة بالعطاء الكنسي

وُلد الأنبا باخوميوس باسم سمير خير سكر، في 17 ديسمبر 1935 بمدينة شبين الكوم. حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1956، ثم درس في الكلية الإكليريكية بين عامي 1959 و1961، ليبدأ رحلة خدمته الكنسية كشماس في الكويت. ترهبن بدير السريان عام 1962 باسم الراهب أنطونيوس السرياني، ورُسم قسًا عام 1966، ثم أسقفًا في 1971 بيد البابا شنودة الثالث، ليصبح أول أسقف يرسمه بعد تنصيبه.

في عام 1990، تم ترقية الأنبا باخوميوس إلى رتبة مطران، ليواصل مسيرته في الإرشاد والرعاية. لقد تميز بحكمته وقيادته الملتزمة، حيث لعب دورًا بارزًا كقائمقام بطريركي عقب وفاة البابا شنودة الثالث، وأسهم في استقرار الكنيسة خلال فترة فارقة حتى انتخاب البابا تواضروس الثاني.

إسهامات الأنبا باخوميوس بين الكنيسة والوطن

لم تكن خدمات الأنبا باخوميوس مقتصرة على الكنيسة فقط، فقد كان شخصية وطنية بارزة أعلت قيم التسامح والتعايش المشترك. ساهم في تأسيس كاتدرائية العذراء والقديس أثناسيوس في دمنهور، وعمل على استعادة رفات القديس أغسطينوس من الجزائر. كما أضاف بصمات لاهوتية غنية عبر مؤلفاته وفصوله الدراسية بالكلية الإكليريكية.

برحيله، تفقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أحد رموزها الكبار، وراعيها الذي حمل على عاتقه خدمة الإيمان والوطن لعقود طويلة في أمانة ومحبة، ليترك وراءه إرثًا خالدًا من الحكمة والعطاء يعبر حدود الزمن.