العيسى يلقي خطبة عيد الفطر في أبرز جوامع ألبانيا والبلقان بحضور كبير

تحتفي جمهورية ألبانيا بإحياء عيد الفطر المبارك هذا العام بإلقاء خطبة الجمعة لواحد من أبرز الشخصيات الإسلامية، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د. محمد بن عبد الكريم العيسى، في جامع تيرانا الكبير، أحد أكبر معالم البلقان. وتناول د. العيسى في خطبته أسمى معاني التسامح وأهمية تعزيز الأخوة والمودة بين المسلمين وغير المسلمين، وهو ما يعكس القيم السامية التي يدعو إليها الإسلام.

خطبة عيد الفطر في جامع تيرانا تبرز هداية القرآن الكريم

في خطبته المؤثرة، تناول الشيخ د. محمد بن عبد الكريم العيسى ملامح “هداية القرآن للتي هي أقوم”، موضحًا كيف شكلت هذه الهداية الإطار الأسمى للأخلاق والقيم الإنسانية. وأكد أن الله بعث نبيه محمد ﷺ بفطرة سليمة وقيم سامية، تمكنت من جذب العالمين برسالتها، لينتشر الإسلام فتناهز الأمة الإسلامية اليوم ملياري مسلم.
وأوضح فضيلته كيف أن نور الإسلام وصدى القيم القرآنية لم تجد قوةً قادرة على كبح توسعها أو زعزعة عقيدة أهلها، حيث ثبتت هذه العقيدة على مدى الأزمان أمام كافة التحديات، بل ازدادت رسوخًا مع مواجهتها.

الحرص على سمعة الإسلام مسؤولية جماعية

ركّزت خطبة الشيخ العيسى كذلك على أهمية الحرص على سمعة الدين الإسلامي، مشددًا على أن الاعتزاز الحقيقي بالدين يتطلب عملًا صادقًا يعكس القيم النبيلة التي يدعو إليها الإسلام. وذكر أن كل مسلم مسؤول عن أن يكون سفيرًا للإسلام أمام العالم، بتصرفاته الإيجابية وسلوكه القويم الذي ينبع من المبادئ الثابتة، بعيدًا عن تأثير الظروف أو الإثارة.
وفي هذا الإطار، تطرق فضيلته إلى أهمية دور الأسرة، التي تشكل النواة الأساسية للمجتمع وصِمام أمانه. كما أشار إلى الجهود الحثيثة في بناء الأجيال، مسلطًا الضوء على دور المرأة الفاعل في هذا السياق، حيث تعد المرأة أساسًا في تحقيق التماسك الأسري والمجتمعي.

جامع تيرانا.. رمز للتسامح والتعايش

جامع تيرانا الكبير، الذي احتضن هذه الخطبة، ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو رمز حيّ للتسامح والتعايش بين مختلف الأعراق والديانات في منطقة البلقان. بدوره، عبّر د. العيسى عن أهمية هذه المعاني في الخطبة، مؤكدًا أن الإسلام يرسخ هذه القيم عبر رسالة متزنة قائمة على العدل والرحمة.
ويمكن تلخيص أبرز المبادئ التي دعا إليها في:

• تعزيز وحدة الصف الإسلامي وتقوية روابط الأخوة.
• العمل على إظهار الصورة الحقيقية للإسلام كدين تسامح وسلام.
• تحمل المسؤولية الفردية والمجتمعية لتعزيز سمعة الإسلام عالميًا.

تمثل هذه الخطبة دعوةً ملهمة للاستمرار في نشر القيم السامية التي تُسهم في بناء مجتمعات متحضرة قادرة على التعايش بسلام واحترام.