تصعيد أميركي-إسرائيلي ضد الحوثيين.. اليمن يتحول إلى فخ خطير لاستنزاف المنطقة

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، يبدو أن اليمن يشهد مرحلة جديدة من الصراعات بفعل التحالف الأميركي الإسرائيلي المستمر في تنفيذ ضربات جوية ضد جماعة الحوثي. هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني الإقليمي تحت ما يُعرف بـ”محور المقاومة”. وبالرغم من النجاحات العسكرية المحدودة، إلا أن خبراء يحذرون من أن التدخل العسكري في اليمن سيعيد سيناريوهات فشل سابقة.

التصعيد الأميركي والإسرائيلي ضد الحوثيين في اليمن

كشف محللون أن الضربات الجوية الأخيرة التي نفذها التحالف الأميركي الإسرائيلي ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثي أسفرت عن خسائر كبيرة، شملت تدمير مواقع حساسة ومقتل قيادات بارزة. ويعتبر هذا التصعيد امتدادًا لخطة تقويض أذرع إيران في المنطقة، التي تشمل جماعات مسلحة في غزة وسوريا ولبنان.
من جانبه، اعتبر الدكتور إسلام الكتاتني أن تصعيد العمليات العسكرية يخدم أهدافًا طويلة المدى للولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه حذّر من أي تدخل بري محتمل، مشيرًا إلى الطبيعة الجغرافية المعقدة لليمن وتاريخ الحروب في المنطقة، بما في ذلك تجربة مصر الكارثية في ستينيات القرن الماضي. وبحسب وصفه، فإن أي غزو بري قد ينتهي بنتائج مشابهة للتجربة الأميركية في أفغانستان.

هل اليمن فخ جديد لاستنزاف الموارد الإقليمية؟

يرى خبراء أن الإدارة الأميركية قد تسعى، من خلال هذا التصعيد، إلى جرّ القوى الإقليمية، مثل مصر والسعودية، إلى تحالفات عسكرية ضد إيران وجماعتها الحوثية. وأكد اللواء عبد الصمد سكر، أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان، أن مصر ترفض الانجرار إلى أي صراعات تخدم أهدافًا خارجية. وأوضح أن الأولوية المصرية الحالية تتركز على التنمية الداخلية وحماية الأمن القومي.

وأشار «سكر» إلى الضغوط السياسية المستمرة التي تُمارسها واشنطن، مُتهمًا إياها بازدواجية المعايير، خصوصًا في تعاملها مع الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين. على سبيل المثال، تواجه واشنطن انتقادات واسعة لسماحها بجرائم التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، بينما تدعو إلى احترام حقوق الإنسان في الدول العربية.

الضغوط الدولية ومستقبل التدخلات العسكرية

أصبح النهج الأميركي في التدخل العسكري موضع تساؤل، حيث يُنتقد بأنه يصب في إطار تعزيز هيمنة إسرائيل وتفكيك القوى الإقليمية المنافسة. يُرجح أن بقاء جماعة الحوثي وقوى مماثلة يُستخدم مبررًا لاستمرار العمليات العسكرية في المنطقة. وبرغم ذلك، يبدو أن المنطقة باتت أكثر وعيًا بالدوافع الحقيقية لتلك التدخلات.

في ختام التحليل، يتضح أن الصراعات في اليمن قد تكون أداة لاستنزاف الموارد الإقليمية، وسط دعوات للحذر من تكرار أخطاء الماضي. ورغم كافة التحديات، تُظهر مصر مرونة كبيرة في حماية استقلالية قرارها، مما يُشكل ضربة للنوايا الرامية إلى استدراجها نحو صراعات لا طائل منها.