الصين تطالب بإلغاء كامل للرسوم الجمركية من الولايات المتحدة لتحقيق تقدم اقتصادي

أعلنت الصين الأحد دعوتها للولايات المتحدة لاتخاذ خطوة عملاقة بإلغاء الرسوم الجمركية المتبادلة بالكامل، نتيجة العواقب السلبية التي خلفتها هذه السياسات على الاقتصاد العالمي. يأتي هذا البيان عقب قرار أمريكي مثير أصدرته الجمعة بإعفاء بعض السلع ذات الصلة بالتكنولوجيا المتطورة من الرسوم الجمركية. وحذرت بكين من استمرار هذه الممارسات، داعية إلى العودة إلى الاحترام المتبادل كأساس للعلاقة بين القوتين الاقتصاديتين.

السلع المعفاة من الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا

نشرت الولايات المتحدة، من خلال مكتب الجمارك وحماية الحدود، إخطارًا ذكرت فيه تفاصيل الإعفاءات الجديدة التي تشمل الهواتف الذكية ومكونات إلكترونية أخرى مستوردة من الصين. هذه البضائع كانت تخضع لتعرفة جمركية إضافية وصلت إلى 145% سابقًا، مما أثقل كاهل شركات التكنولوجيا، ومنها شركة “آبل” التي تصنع منتجاتها الرئيسية، مثل هواتف “آيفون”، في الصين.

ووفقاً للبيانات الجمركية الأمريكية، تغطي هذه الإعفاءات أكثر من 20% من إجمالي الواردات الصينية الموجهة إلى الولايات المتحدة. لكنها مع ذلك ليست شاملة، إذ تبقى بعض القطاعات مثل أشباه الموصلات عُرضة لتعرفة جمركية مستقبلية قد تفرضها واشنطن، ما يترك الشركات العالمية في حالة ترقب لما ستُقرره الإدارة الأمريكية لاحقًا.

التأثير العالمي للرسوم الجمركية على أشباه الموصلات

أشباه الموصلات، التي تُعد حيوية لصناعة التكنولوجيا المتطورة، باتت اليوم في قلب النزاع التجاري بين الصين وأمريكا. تطرّق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تصريحات يوم السبت إلى نيته إصدار قرار بشأن فرض رسوم جديدة على هذا القطاع الحيوي، ما يزيد من حالة الشكوك حول استقرار هذا السوق.

من جهتها، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن السياسات الجمركية الأمريكية أضرت بالنظام الاقتصادي العالمي، ولم تساهم في حلحلة المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة. كما أكد وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو أن استمرار فرض هذه الرسوم سيكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات الثنائية، بل أيضاً على الدول النامية التي تعتمد على استقرار الأسواق العالمية.

نداء صيني لإعادة صياغة العلاقات التجارية

تأتي هذه الدعوة الصينية كجزء من مساعيها لإعادة ضبط العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، خصوصاً مع تصاعد التوترات التي أثرت بشدة على الأسواق العالمية منذ بدء الحرب التجارية في 2018. وترى بكين أن إنهاء نظام الرسوم المتبادلة هو المفتاح لحل الأزمة وإعادة العلاقات التجارية إلى مسارها الطبيعي.

في ظل هذه التطورات، ينتظر المراقبون قرارات الإدارة الأمريكية المرتقبة وتأثيرها على مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ويظل السؤال الأهم: هل ستُغير هذه المناورات السياسية مسار الاقتصاد العالمي أم أنها مجرد خطوة صغيرة في طريق طويل؟