لماذا أطلق أبناء العم مشروع ألعاب الورق الذي أثار اهتمام الجميع؟

في خطوة مبتكرة تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الروابط العائلية والثقافية، نجحت الإماراتيتان نجلاء الهاجري وجواهر الهرمودي في إطلاق مشروع “حول فريجنا”، وهو مجموعة من ألعاب الورق التي تسعى لمعالجة الفجوة بين الأجيال. يستمد المشروع إلهامه من الثقافة الإماراتية، ليقدم تجربة فريدة تجمع بين أفراد الأسرة وتعيد إحياء الروابط الاجتماعية في زمن هيمنت فيه التكنولوجيا على حياتنا اليومية.

ألعاب ورقية تجمع الأجيال وتحتفي بالثقافة الإماراتية

استوحى مشروع “حول فريجنا” فكرته من الرسوم الكاريكاتورية الشعبية الإماراتية، حيث قررت نجلاء وجواهر تصميم ألعاب ورقية تُجسد مشاهد مألوفة من تراث الإمارات، مثل شخصية “عمي منصور” المعروف بهاتفه القديم، وأسطورة “أم الدويس”. المشروع الذي انطلق وسط انشغالاتهما بالدراسة الجامعية تميّز بقدرته على مخاطبة جيل الشباب وربطهم بجذورهم الثقافية.

وأضافت مؤسستا المشروع بعد إطلاق أحدث ألعابهن، التي تحمل اسم “لا تحزن”، أن هذه الألعاب لم تكن مجرد وسيلة للترفيه، بل استهدفت تعزيز التواصل العائلي ومشاركة الأوقات الممتعة بين الأجيال المختلفة، سواء في التجمعات العائلية أو بين الأصدقاء. يتم تسويق هذه الألعاب حاليًا عبر متجر إلكتروني إضافة إلى منصات مؤقتة تقام خلال الفعاليات العامة في إمارة الشارقة.

“لا تحزن”: لعبة ورقية تمزج بين الترفيه والتراث

أحدث إصدار ضمن سلسلة الألعاب الورقية هو “لا تحزن”، التي لاقت قبولًا واسعًا لدى الجمهور. تعتمد اللعبة على تقديم شخصيات إماراتية مرتبطة بالمجتمع المحلي، مما يجعلها وسيلة ممتعة للتعرف على بعض الجوانب الثقافية. وعلى الرغم من بساطتها، فإن اللعبة تحفّز اللاعبين على التفكير والحوار بطريقة تخلق تواصلاً أعمق.

ومن الجدير بالذكر أن حساب مشروعهن على منصة “إنستغرام” @Aroundourfreej، يحظى بتفاعل جيد، حيث يبلغ عدد المتابعين حاليًا 4.7 ألف متابع. وهذا يدل على اهتمام متزايد بتلك المبادرة الفريدة التي تهدف إلى تعزيز الترابط الاجتماعي مع الحفاظ على الهوية الثقافية.

مشروع “حول فريجنا”: توجّه جديد نحو نشر ثقافة الحوار

بدأت فكرة المشروع من ملاحظة بسيطة خلال تجمع عائلي عادي، حيث لاحظت نجلاء وجواهر قلة التفاعل بين الجيل الأكبر والأصغر. هنا ولدت فكرة الألعاب الورقية التي تجمع العائلات وتعيد إحياء تقليد الحديث العميق والممتع. تقول نجلاء: “أردنا تقديم شيء يعيد بناء الروابط العائلية ويعيد الجميع إلى أجواء الحوارات الجميلة التي كانت تسود التجمعات في الماضي”.

المشروع، الذي يمثل قصة نجاح شبابية إماراتية، يُثبت أن الحلول البسيطة يمكن أن تكون فعّالة للغاية في معالجة تحديات العصر، ومنها العزلة الرقمية التي تواجه الكثير من الأسر اليوم. إنتاج ألعاب تسلط الضوء على الثقافة الإماراتية يسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية، وفي نفس الوقت يُعيد الحياة إلى تقاليد التواصل التي أصبحت مهددة بالاندثار مع تسارع وتيرة الحياة العصرية.

بهذه الطريقة، يفتح “حول فريجنا” صفحة جديدة في عالم الألعاب الورقية، ليستعيد دورها كوسيلة فعّالة لترابط الجيلين وتبادل الأفكار.