القصر الذي كان ديواناً ومركزاً للمعاهدات والاتفاقيات.. تعرف على أسراره!

تعد المملكة العربية السعودية موطناً للعديد من المواقع التاريخية والقصور التي وثقت تطور الدولة السعودية ومراحلها المختلفة. أحد أبرز هذه القصور هو قصر خزام، الذي يحمل دلالات رمزية وتاريخية كونه كان مركزاً مهماً للمؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، وشهد توقيع أول اتفاقية حقوق امتياز للتنقيب عن النفط، ما جعله شاهداً على إحدى المحطات البارزة في تاريخ المملكة وتطورها.

قصر خزام: شاهد على تاريخ المملكة وحقبة التأسيس

يقع قصر خزام في قلب مدينة جدة، ويعتبر تحفة معمارية شهدت أحداثاً محورية في تاريخ المملكة العربية السعودية. بُني القصر بأمر من الملك عبد العزيز آل سعود، واستغرق بناؤه أربع سنوات حيث بدأ العمل فيه عام 1928م وتم اكتماله في عام 1932م. حمل القصر دوراً بارزاً كديوان يجتمع فيه الملك المؤسس لمناقشة القضايا المهمة المتعلقة بمستقبل المملكة.

سُمّي “قصر خزام” نسبة لنبات “الخزامى” الذي كان يحيط به بكثافة، ما يعكس الطابع البيئي الذي ميز المنطقة المحيطة. وإلى جانب الشهادات الحضارية التي شهدها القصر، يُعتبر أيضاً نموذجاً للانسجام في التصميم والعمارة التقليدية السعودية، مما أكسبه أهمية حضارية إلى جانب أهميته السياسية.

أهم الأحداث التي شهدها قصر خزام

احتل قصر خزام مكانة بارزة في تاريخ الدولة السعودية كونه كان مقراً إدارياً وديواناً لاستقبال كبار المسؤولين المحليين والأجانب، بالإضافة إلى عامة الشعب. من أبرز الاتفاقيات التي وُقّعت داخل أروقته، أول اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط مع شركة النفط الأمريكية “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا” في عام 1933م، وهي الاتفاقية التي أسست فيما بعد لحقبة جديدة ومهمة في الاقتصاد السعودي.

يتألف القصر من ثلاث واجهات رئيسية تتميز بموقعها الاستراتيجي:

• الواجهة الجنوبية التي تطل على حي النزلة اليمانية.
• الواجهة الشمالية المطلة على مصلى العيد.
• الواجهة الغربية التي تطل على حي السبيل.

قصر خزام وإجابة مسابقة أبو ناصر

في سياق مبادرة “مسابقة أبو ناصر” التي لاقت نجاحاً كبيراً على مستوى المملكة، كانت إجابة أحد الأسئلة المتعلقة بالمواقع التاريخية هي “قصر خزام”. هذه المسابقة التي تسلط الضوء على التراث السعودي، تسعى لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على دور المعالم الوطنية في صياغة تاريخ المملكة.

بفضل إرثه التاريخي ودوره في صنع القرار السياسي والتاريخي، يظل قصر خزام أحد أهم معالم المملكة العربية السعودية وأكثرها إلهاماً للأجيال القادمة، شاهداً على إرادة التغيير التي قادت إلى نهضة السعودية الحديثة.