شهدت الأسواق المصرية ارتفاعًا جديدًا في أسعار المحروقات، بما في ذلك البنزين والسولار، ما أثار تساؤلات واسعة بين المواطنين حول تأثير ذلك على أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية، خاصةً السلع التي تعتمد على النقل والتوزيع. ومن بين هذه السلع تبرز السجائر، التي تعتبر من المنتجات الاستهلاكية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسوق المحلي. فما موقف أسعار السجائر في ظل هذه التغيرات؟ وهل ستشهد زيادة قريبة تُثقل كاهل المستهلكين؟ في هذا التقرير، نطرح إجابات شاملة حول هذه التساؤلات.
أثر أسعار البنزين والسولار على أسعار السجائر
جاءت زيادة أسعار البنزين والسولار كخبر حمل تأثيرات مباشرة على قطاعات متعددة في السوق المصري، خاصة على تكلفة النقل والإنتاج. القطاعات التي تعتمد على المحروقات بشكل وثيق، مثل الصناعات الغذائية والتبغ، واجهت تحديات حول إمكانية تأثير هذه الزيادة على أسعار منتجاتها.
أما بالنسبة لقطاع الدخان تحديدًا، فإن رئيس شعبة الدخان، إبراهيم إمبابي، أوضح بشكل قاطع خلال تصريحاته الأخيرة أن ارتفاع أسعار المحروقات لن يؤثر على أسعار السجائر في المرحلة الحالية. وأكد أن هناك لوائح قانونية تقيّد رفع الأسعار، ولا تسمح بزيادات عشوائية إلا بنسب معينة لا تتجاوز 12% سنويًا.
تصريحات شعبة الدخان وتأكيد استقرار أسعار السجائر
في ظل حالة الترقب التي يعيشها الشارع المصري، جاءت تصريحات شعبة الدخان لتبدد المخاوف. أوضح إمبابي أن أي تغيير في أسعار السجائر لن يحدث قبل شهر نوفمبر 2025، الذي يمثل الموعد المحدد قانونيًا لإعادة تقييم الأسعار.
بالإضافة إلى ذلك، أكد أن الوضع الحالي لا يتطلب أي زيادة في الأسعار، مشيرًا إلى أن استقرار الأسعار جزء من استراتيجية السوق، على الرغم من الضغوط الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع تكلفة النقل.
إيرادات ضخمة للشركة الشرقية للدخان
بالتوازي مع استقرار أسعار السجائر، سجّلت الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني) إيرادات قوية خلال النصف الأول من العام المالي 2024-2025. بلغت قيمة المبيعات 53.5 مليار جنيه، بزيادة وصلت إلى 133% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
ومن المثير للاهتمام أن مبيعات السجائر المحلية ارتفعت بنسبة 48%، بينما تراجعت صادرات السجائر بنسبة 40%. مع ذلك، حافظت الشركة على قرارها بعدم رفع الأسعار في الوقت الحالي، مراعية الاستقرار المطلوب للسوق المحلية.
ماذا ينتظر أسعار السجائر في المستقبل؟
بين التصريحات الرسمية والمعطيات الاقتصادية الحالية، يبدو أن أسعار السجائر ستظل مستقرة حتى شهر نوفمبر المقبل. ومع ذلك، قد تُحدث التغيرات الاقتصادية أو زيادات إضافية في تكاليف الإنتاج تطورًا في الأسعار بالمدى البعيد.
في الوضع الراهن، يمكن للمستهلكين الاطمئنان بأن أسعار السجائر لن تشهد زيادة قريبة، مما يعكس التزام شعبة الدخان والقوانين المنظمة بوضع استقرار السوق في مقدمة الأولويات.