قلق أممي يتصاعد: تدفق الأسلحة إلى السودان يثير مخاوف خطيرة

في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان منذ أبريل/نيسان 2023، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى البلاد، مما يُطيل أمد الصراع ويُفاقم من الكارثة الإنسانية. ودعا غوتيريش إلى وقف الدعم الخارجي وضرورة إنهاء الحرب للحفاظ على حياة المدنيين، الذين يعانون من الانتهاكات والنزوح الجماعي وسط انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية.

تدفق الأسلحة والمقاتلين يزيد نزيف الحرب في السودان

أكد أنطونيو غوتيريش، في بيان أصدره عشية مرور عامين على انطلاق النزاع، أن استمرار تدفق الأسلحة والمقاتلين يُغذّي دوامة العنف في السودان، ما يؤدي إلى تصاعد المعاناة الإنسانية. ودعا الأطراف ذات النفوذ إلى لعب دور بناء في إنهاء الحرب بدلاً من تفاقم الكارثة. وأشار غوتيريش إلى أن الطريقة الوحيدة لضمان حماية المدنيين تكمن في وضع حد مباشر لهذا الصراع.

فيما أوضحت الأمم المتحدة أن هذه المعارك أسفرت بالفعل عن مقتل ما يزيد عن 20 ألف شخص، وتشريد نحو 15 مليون إنسان بين لاجئ ونازح في داخل البلاد وخارجها. من بين هؤلاء، استهدف القتال العاملين في المجالات الإنسانية، حيث لقي 90 شخصًا من المنظمات الإنسانية مصرعهم أثناء تأدية مهامهم.

أزمة إنسانية غير مسبوقة للأطفال في السودان

كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن أرقام صادمة تظهر تصاعداً حاداً في الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، حيث ارتفعت الحالات بنسبة 1000% منذ اندلاع النزاع. وبينت التقارير أن عدد الأطفال المتأثرين بازدياد الحاجة الإنسانية تضاعف إلى أكثر من 15 مليون طفل، مقارنة بـ 7.8 ملايين عام 2023. لا سيما أن الأطفال يواجهون مخاطر سوء التغذية الحاد، حيث يُقدّر عدد المعرضين لخطر الإصابة خلال الأشهر القادمة بـ 462 ألف طفل.

بحسب التقارير، تزايدت الهجمات على المدارس والمستشفيات، مما أدى إلى تقليص الخدمات الأساسية بشكل خطير، وشهدت الحالات المؤكدة من تعرض الأطفال للقتل أو التشويه ارتفاعاً كبيراً ليصل إلى 2776 حالة.

الأمم المتحدة تحذّر من كارثة جوع وشيكة في السودان

ذكرت تقارير أممية أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم حالياً، حيث يتصاعد خطر المجاعة جراء النزاع المسلح الذي عرقل وصول المساعدات الإنسانية وأدى إلى نهبها في أحيان كثيرة. وأشارت التقارير إلى أن قوات الدعم السريع متورطة في قتل 400 شخص في دارفور، وهو مؤشر إضافي على تفاقم المأساة.

وناشدت المديرة التنفيذية لليونيسيف كاثرين راسل المجتمع الدولي التحرك لإنهاء النزاع وتقديم الدعم للأطفال المتضررين. وأوضحت أن ملايين الأطفال يقاسون ظروفاً قاسية في ظل غياب الأمن الغذائي والانتهاكات المتكررة، مطالبة بمضاعفة الجهود لإنقاذ الأجيال القادمة من آثار هذه الأزمة الكارثية.