أكبر مزرعة رياح في أفريقيا تستعد للإطلاق برأس غارب المصرية بحلول يونيو!

في خطوة هامة نحو مستقبل الطاقة المستدامة، تستعد مصر لإنهاء العمل على أكبر مزرعة رياح في أفريقيا بحلول يونيو المقبل، في مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر. المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 650 ميجاوات يمتد على مساحة 70 كيلومترًا مربعًا ضمن خطة الدولة لتعزيز الطاقة المتجددة، مستفيدًا من الظروف المناخية الفريدة في خليج السويس.

محطة توليد الكهرباء في رأس غارب: خطوة نحو استدامة الطاقة

يجري تنفيذ مشروع محطة توليد الكهرباء في رأس غارب بنظام البناء والتملك والتشغيل (BOO)، حيث تم تجهيز الموقع بـ104 توربينات رياح متطورة، تتضمن 20 توربينة بقدرة 7.5 ميجاوات، وهي الأكبر في مصر من حيث القوة والارتفاع. ويتميز المشروع بتحقيق إنجاز كبير في الجدول الزمني، حيث تم الانتهاء من تركيب 500 ميجاوات خلال 24 شهرًا فقط، أي قبل الموعد المحدد بـ6 أشهر.

وأشار المهندس خالد الدجوي، رئيس مجلس إدارة شركة البحر الأحمر لطاقة الرياح، إلى أن المشروع يعد جزءًا من استراتيجية مصر لتحويل خليج السويس إلى مركز رئيسي لإنتاج الطاقة المتجددة. من جانبه، قام رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بزيارة تفقدية للموقع للاطلاع على تقدم العمل والمخطط الزمني للتشغيل.

مكونات مشروع مزرعة الرياح في رأس غارب

يتضمن المشروع بنى تحتية متكاملة تشمل محطة محولات بجهد 33/220 كيلوفولت، ومبنى تحكم رئيسي، بالإضافة إلى شبكة طرق داخلية بطول 120 كيلومترًا. كما تمتد أعمال الحفر بمقدار 900 ألف متر مكعب مع تجهيز 750 كيلومترًا من الكابلات الكهربائية بصلابة عالية.

وفي خطوة لتطوير الخبرات المحلية، تم تصنيع بعض المعدات محليًا ضمن استراتيجية تخفيض الاستيراد وتقوية دعم الصناعة الوطنية. بموجب اتفاقية شراء طاقة لمدة 25 عامًا مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، سيُولد المشروع 3050 جيجاوات/ساعة سنويًا، مع خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 1.5 مليون طن سنويًا.

التعاون الدولي في مشروع طاقة الرياح برأس غارب

يجمع هذا المشروع الطموح بين تكنولوجيا متطورة واستثمارات دولية بقيمة 780 مليون دولار. ويتم تنفيذه من خلال تحالف شركات رائد يضم “أوراسكوم للإنشاءات”، و”تويوتا توسوشو” اليابانية، وشركتي “يوروس” و”إنجي” الفرنسيتيْن. وقد أتاح المشروع أكثر من 1000 فرصة عمل محلية، مع الالتزام بتطبيق معايير السلامة العالمية طوال فترة التنفيذ.

يشير الخبراء إلى أن المشروع يُعد إنجازًا كبيرًا على مستوى القارة الأفريقية، وينعكس تأثيره الإيجابي على الاقتصاد المصري، ليس فقط من خلال توليد الطاقة النظيفة، بل أيضًا بتعزيز البنية التحتية وخلق فرص عمل محلية. ومن المتوقع أن يتم تشغيل المراحل النهائية بحلول يونيو 2025، مما يعكس التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة والتحول إلى مصادر طاقة متجددة.