في تصعيد خطير للصراع بالضفة الغربية، أقدم مجموعة من المستوطنين مساء الثلاثاء على مهاجمة شاب فلسطيني خلال رعيه للأغنام في منطقة وادي القلط غرب أريحا. الهجوم لم يقتصر على الاعتداء البدني، بل شمل سرقة 250 رأسًا من الأغنام، مما يعكس استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير البدو الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم.
اعتداء مستوطنين في وادي القلط
شهدت منطقة وادي القلط حادثة اعتداء جديدة عندما هاجمت مجموعة من المستوطنين الشاب سامي ياسر سليمان، بينما كان يرعى قطيع أغنام مملوكًا لعائلته. وفقًا لمنظمة “البيدر” المدافعة عن حقوق البدو، قام المستوطنون بضرب الشاب بشكل مبرح وتحطيم هاتفه الشخصي، قبل أن يسرقوا القطيع المكون من 250 رأسًا من الغنم.
وأكدت “البيدر” أن هذه الحادثة تشكل جزءًا من سلسلة انتهاكات ممنهجة تمارسها مجموعات المستوطنين ضد السكان البدو والمزارعين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من مناطقهم الرعوية، خصوصًا تلك الواقعة في الأغوار. وتدعو المنظمة الجهات الحقوقية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات.
زيادة الاعتداءات في الضفة الغربية
تشير التقارير إلى تصاعد استهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية عام 2024، حيث سجلت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ما يزيد عن 2934 اعتداء نفذه المستوطنون. تشمل هذه الاعتداءات السطو على الممتلكات، تخريب الأراضي الزراعية، واقتحامات متواصلة للقرى والبلدات الفلسطينية، مما يضاعف معاناة السكان ويهدد استدامة حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.
وفي ظل هذه الجرائم المتكررة، يُطالب الفلسطينيون منظمات المجتمع الدولي بـ:
- توفير الحماية القانونية للسكان في المناطق المصنفة “ج”.
- محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات أمام المحاكم الدولية.
- تفعيل آليات الردع ضد المستوطنين.
تصعيد إسرائيلي على كافة الجبهات
تزامنت هذه الانتهاكات في الضفة الغربية مع الهجوم العسكري المستمر على قطاع غزة، حيث أسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 947 فلسطينياً وإصابة نحو 7 آلاف شخص منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وفق مصادر رسمية فلسطينية. كما تم اعتقال أكثر من 15,800 فلسطيني في عمليات أعادت للأذهان مشاهد الحرب الشاملة.
هذه الانتهاكات تنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية بين الشعب الفلسطيني الذي يواجه تحديات متزايدة لوضع حد لهذه الجرائم اليومية. ويبقى السؤال الملح: هل سيشهد المجتمع الدولي تحركًا حقيقيًا ينقذ الفلسطينيين من دوامة العنف هذه؟